الخميس 16 مايو 2024, 08:22

ثقافة-وفن

“الإخوان ميكري”.. جوهرة المجموعات الغنائية المغربية


كشـ24 نشر في: 13 يناير 2022

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".



اقرأ أيضاً
أزمة تضرب الوسط الفني بمصر بسبب روجينا
شهد الوسط الفني في مصر أزمة بين الناقد طارق الشناوي ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، بعد أن تقدم الأخير بشكوى على خلفية كتابة الشناوي مقالا ينتقد فيه زوجة النقيب الفنانة روجينا. وترجع بداية القصة، عندما كشف طارق الشناوي أنه فوجئ باستدعائه للرد على محضر أقامه ضده أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، مشيرًا إلى أن السبب مقال كان قد كتبه منذ نحو شهر وأسابيع اعتبره أشرف سبا وقذفا علنيا. وكتب طارق الشناوي عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فوجئت بتليفون من قسم مصر القديمة لاستدعائي للرد على المحضر الذي أقامه الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين ضدي، لأنني قبل نحو شهر وبضعة أسابيع نشرت هذا المقال المرفق ولكن اعتبره النقيب سبا وقذفا علنيا. وأضاف طارق الشناوي: أشرف زكي أقام الدعوى دفاعا عن زوجته الفنانة روجينا، وأنا كتبت هذا المقال أيضا دفاعا عن روجينا التي أرى كما هو مكتوب حرفيا بالمقال أنها فنانة موهوبة، ولكن بعد 3 محاولات في البطولة المطلقة يجب أن تتوقف وتعود مجددا للأدوار الموازية التي برعت في أدائها.. في كل الأحوال من حق أشرف وكل من يقرأ أن يختلف ولكني ضد أن يبدد النقيب طاقته في إقامة دعوى قضائية خارج رقعة الفن. واختتم طارق الشناوي: أثق تمامًا في عدالة جهات التحقيق وأثق في نزاهة كل كلمة كتبتها وفي نفس الوقت أرحب بأي آراء أخرى ترى أن روجينا نجحت في إثبات جدارتها كبطلة مطلقة. من جانبه أكد أشرف زكي في تصريحات تلفزيونية له، أنه تقدم ببلاغ آخر ضد الناقد الفني طارق الشناوي؛ بعد أن وصفه بأنه مرتش، حيث أكد: أنتظر حكم القضاء بيني وبين طارق الشناوي، ولن أترك حقي، ولن أتنازل عن بلاغي ضد طارق الشناوي. وواصل الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية: سآخذ حقي من خلال القضاء، وأدافع عن نفسي حتى آخر دقيقة، والتهمة التي اتهمت بها من قبل طارق الشناوي؛ تُدخلني السجن. وفي أول تعليق من الفنانة روجينا، نشرت على صفحتها آية قرآنية لقول الله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، وعلقت: حقي عندك أنت يا رب يقيني بالله يقين. يذكر أن روجينا شاركت في السباق الرمضاني لهذا العام 2024، بمسلسل "ستهم"، وتناول العمل قصة سيدة يُقتل زوجها فتدخل، في صراعات مع أسرتها وتحاول تربية أبنائها بعيدا عن المشاكل، ثم تضطر للتنكر في هيئة رجل حتى تواجه الصعوبات التي تقابلها في الحياة.
ثقافة-وفن

جولة الفنان المصري محمد رمضان في معرض الكتاب بالرباط تخلق الجدل
أثار ظهور الفنان المصري محمد رمضان وهو يقوم اليوم الثلاثاء بزيارة غير معلنة لأروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط موجة من الانتقادات والجدل. الفنان المصري محمد رمضان حظي باستقبال وزير الشباب والثقافة المهدي بنسعيد ، ما زاد من حد الانتقادات. واعتبر نشطاء وكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الاحتفاء بـ "المهزلة"، كما وصفوه بـ "المنظر المنحط والمخزي"، منقدين بشدة استقبال وزير الثقافة لفنان مصري مشهور في موعد ثقافي خاص بالكتاب.
ثقافة-وفن

المغرب يستعيد 117 قطعة أحفورية نادرة من التشيلي
تمكن المغرب، أمس الاثنين بسانتياغو الشيلية، من استعادة 117 قطعة أحفورية نادرة يعود تاريخها إلى نحو 400 مليون سنة، كانت قد صادرتها الجمارك الشيلية بين سنتي 2017 و2022. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد مقر المكتبة الوطنية بالشيلي، مراسم تسليم هذه القطع الأثرية الفريدة إلى سفيرة المغرب بسانتياغو كنزة الغالي، من قبل نيليدا بوسو كودو، مديرة المصلحة الوطنية للثرات الثقافي، وخوسي لويس كاسترو مونتيسينوس، نائب مدير التفتيش في دائرة الجمارك الشيلية، بحضور ممثلين عن وزارات الشؤون الخارجية والثقافة والتراث والمصالح الجمركية والأمنية. وفي السياق، أبرزت بوسو كودو أن "التعاون المشترك بين المغرب والشيلي يشمل العديد من المجالات ومن بينها أيضا حماية الآثار الأحفورية التي تكتسي أهمية تاريخية بالغة"، مشيرة إلى أن "هذا الانجاز المتمثل في مصادرة الجمارك الشيلية لقطع أحفورية مغربية وإعادتها للملكة مثال واضح على التزام البلدين بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وذلك وفقا للقانون الدولي". في السياق ذاته، أعرب إروين بريفيس، السكرتير الفني لمجلس الآثار بالشيلي، عن "سعادته للمساهمة في استعادة 400 مليون سنة، دون مبالغة بتاريخها الطويل الذي يعود لما قبل تشكل القارات وبالتالي لزمن بعيد قبل قيام الشيلي والمغرب أي إلى ما قبل أن يكون الكوكب على الشكل الذي نعرفه اليوم". وعبر أيضا عن قناعته بأن "التنسيق والعمل المشترك بين مختلف المؤسسات والتعاون الدولي يؤتي ثماره، ومكننا اليوم من إعادة تسليم هذه القطع الأحفورية إلى المملكة المغربية". من جانبها أعربت سفيرة المغرب عن شكرها للسلطات الشيلية على تعاونها الوثيق على مدى خمس سنوات من أجل استعادة هذا التراث المغربي الضارب في القدم وتسليمه للمملكة، مشيرة إلى أن "تهريب الآثار والقطع الأحفورية التي يعود تاريخها لملايين السنين ربما يعتبر أسوأ من تهريب المخدرات". وبعد أن دعت إلى تشديد العقوبات ضد مقترفي هذه الممارسات غير القانونية، عبرت عن "سعادتها العارمة لكون هذه القطع الأثرية عات أخيرا إلى موطنها الأصلي، المغرب، وما أجمل العودة إلى الأصل". وأشادت الديبلوماسية المغربية بالروابط التاريخية وعلاقات الصداقة المتينة التي تجمع بين الشيلي والمغرب في العديد من المجالات، معربة عن يقينها بأن آفاق هذه العلاقات واعدة في المستقبل. وكان حفل تسليم المغرب هذه القطع الأثرية قد سبقه التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال التراث الوثائقي بين المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمكتبة الوطنية للشيلي.
ثقافة-وفن

دعوات متزايدة عبر الإنترنت لمقاطعة مشاهير يلتزمون الصمت حيال حرب غزة
تتزايد عبر شبكات التواصل الاجتماعي الدعوات لحظر حسابات مشاهير مؤثرين احتجاجا على التزامهم الصمت بشأن الحرب في غزة. وتشمل أهداف هذه التعبئة الإلكترونية المساندة للفلسطينيين أسماء بارزة من أمثال المغنيتين الأميركيتين بيونسيه وتايلور سويفت، ونجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. وتشهد الحملة زخماً أكبر منذ إقامة حفلة "ميت غالا" الأسبوع الماضي، وهو من أبرز أحداث الموضة في نيويورك وتستقطب سنوياً أبرز المشاهير في عالم صناعة الترفيه. على تطبيق تيك توك، حقّق وسم "blockout2024" (بلوك أوت 2024) انتشاراً واسعاً مع أكثر من 30 ألف منشور الاثنين. وحظيت مقاطع فيديو تدرج أسماء من ضيوف الحفلة وغيرهم من الشخصيات المطلوب "حظرها" بآلاف علامات الإعجاب. وكتبت مستخدمة للإنترنت تسمّي نفسها "شومبا"، "عندما كانوا يقصفون مدينة رفح حيث يعيش آلاف الأطفال، كان الحديث عن ملابس زندايا أكثر تداولاً مما يحدث" في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، مضيفة "من خلال حظرهم، أنتم تستهدفون مصدر رزقهم". وبحسب موقع "سوشل بلايد" Social Blade المتخصص، خسرت كيم كارداشيان أكثر من 814 ألف متابع على إنستغرام في شهر واحد، وسيلينا غوميز أكثر من مليون، والممثل دواين جونسون المعروف بـ"ذي روك" أكثر من 397 ألفاً، وبيونسيه نحو 700 ألف متابع. وقالت مؤثّرة معروفة باسم منى عبر تيك توك "إنهم يعلمون أنه كان ينبغي عليهم التحدث عن ذلك منذ وقت طويل، ولكن بعد أن بدأنا هذه الحركة، بدأوا بكسر حاجز الصمت. استمروا في الحظر!". "حساسة للغاية" ونشرت المغنية ليزو فيديو دعت فيه متابعيها لجمع التبرعات لمساعدة طبيب في غزة لنقل أسرته الى السودان أو الى الكونغو. وفيما علّقت إحدى المتابعات بكلمة "شكراً"، استدعى المنشور وابلاً من التعليقات السلبية، إذ كتب أحدهم "سأستمر في حظرها"، فيما اعتبر آخر "هذا هراء (...) إنها تفعل ذلك فقط لأنها على القائمة". منذ اندلاع الحرب في غزة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، يحث ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، وآخرون داعمون لإسرائيل، المشاهير على اتخاذ موقف على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول الباحث في العلوم السياسية المتخصص في مسائل تعبئة الشباب ديفيد جاكسون إن هذه الدعوات تعود جزئياً إلى انخراط النجوم الأميركيين تقليدياً في السياسة، وإلى الانطباع الذي تكوّنه الشبكات الاجتماعية لدى المستخدمين بأنهم يعرفون المشاهير شخصياً. ويوضح الخبير لوكالة فرانس برس أن "عدم اتخاذ موقف بشأن قضية مهمة، أو اتخاذ موقف لا يحظى بشعبية كبيرة، يمكن أن يؤدي إلى حالة استياء أكبر من الجمهور" تجاه النجم. مع ذلك، فإن "هذا التعامل مع هذا الصراع يرتدي حساسية فائقة لأي مشهور"، على ما تؤكد الأستاذة في جامعة إسيكس ناتاشا ليندشتات التي درست انخراط المشاهير في دعم القضايا المختلفة. وتضيف "حتى التصريحات التي تبدو وكأنها مقبولة عالمياً يمكن أن تزعج الناس". وفي هذا الإطار، أنهت وكالة "يو تي ايه" UTA لإدارة الأعمال تعاونها مع الممثلة الأميركية سوزان ساراندون بعد أن تحدثت النجمة الهوليوودية في تجمع مؤيد للفلسطينيين في نونبر. في المقابل، تعرّض الفكاهي الأميركي جيري سينفيلد لحملة انتقادات واسعة بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل. ماري أنطوانيت وانطلقت حركة المقاطعة الأخيرة هذه من مقطع فيديو حذف في وقت لاحق، صوّرت فيه صانعة المحتوى هالي خليل نفسها وفي الخلفية الصوتية مقتطف من فيلم "ماري أنطوانيت" لصوفيا كوبول، تُسمع فيه ملكة فرنسا تقول عبارتها الشهيرة "دعهم يأكلون الكعك"! . وقد أشعلت العبارة التي ترمز إلى ازدراء الأقوياء بالفقراء، شبكات التواصل الاجتماعي، فيما يرزح السكان الفلسطينيون في قطاع غزة تحت الدمار ويواجه كثر منهم خطر المجاعة. وقالت راي، الشخصية المؤثرة المعروفة عبر الشبكات الاجتماعية باسم "لايدي فروم ذي أوتسايد" ("سيدة من الخارج")، "حان الوقت لحظر جميع المشاهير وأصحاب النفوذ والأثرياء الذين لا يستخدمون مواردهم لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة إليها"، داعية إلى إنشاء "مقصلة رقمية" ضد هذه الشخصيات. وتأجّج سخط مستخدمي الإنترنت بسبب مظاهر البذخ المفطرة في حفلة "ميت غالا" الأسبوع الماضي، إذ بلغ سعر تذكرة الفرد الواحد 75 ألف دولار، فيما حجز طاولة بأكملها كلّف 350 ألف دولار، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". على شبكات التواصل، كثرت المقارنات بين حدث نيويورك وفيلم الديستوبيا "هانغر غايمز" الذي يصوّر نخبة تشارك في ولائم فارهة وتنظّم ألعاباً وحشية بينما يموت جزء من السكان من الجوع. ويصعب تقييم الأثر المالي لهذه الحركة على المشاهير، "ما لم تتم مقاطعتهم بشكل كامل"، وفق ليندشتات، "لكن في حالة تايلور سويفت أو بيونسيه، الأمر لن يحدث بتاتاً".
ثقافة-وفن

قضية ابتزاز وتشهير.. لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق باستئنافية الدار البيضاء
مثلت المغنية لطيفة رأفت زوال اليوم الإثنين، أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وقالت، في تصريحات صحفية مقتضبة، إن حضورها للمحكمة يتم بصفتها مشتكية. في التفاصيل، كشف محاميها عبد الفتاح زهراش، أن الأمر يتعلق بتحقيق قضائي مفتوح في شأن تسجيلات صوتية منسوبة إليها بغرض الإساءة لشخصيات ومؤسسات وطنية.   زهراش، محامي لطيفة رأفت، أكد أن الملف لا علاقة له بقضية اسكوبار الصحراء والذي تم فيه الاستماع إليها كمصرحة. المحامي زهراش تحدث عن ملف تعرضت فيه المغنية لطيفة رأفت لابتزاز من قبل شبكة متخصصة في الابتزاز والتهديد. وتحدث عن علاقة الملف بشخص تم توقيفه مؤخرا في إيطاليا بناء على أمر قضائي دولي صادر عن القضاء المغربي. ودعا المحامي زهراش إلى توقيف باقي المتورطين في هذه القضية، موضحا بأن لطيفة رأفت تعرضت للابتزاز بملايين الدراهم في هذه القضية. ليست هذه الجلسة الأولى التي يتم فيها الاستماع إلى المغنية لطيفة رأفت. فقد تم الاستماع في جلسة سابقة لإفاداتها بخصوص تسجيلات صوتية تم بثها في شبكات التواصل الاجتماعي.  
ثقافة-وفن

وزارة الثقافة تخلد اليوم الوطني للمسرح بمراكش
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتخليدا لليوم الوطني للمسرح الذي يصادف 14 ماي من كل سنة تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- احتفالية فنية متنوعة بمسرح ميدان بمراكش. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة تنزيلا للبرنامج العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- المواكب لفعاليات مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024 بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) والمجلس الجماعي لمراكش. ويعد اليوم الوطني للمسرح من المواعيد الثقافية والفنية السنوية القارة التي تحرص من خلالها وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة- على الإحتفاء بأسرة أب الفنون وتثمين المنجز المسرحي وما تمت مراكمته من تظاهرات ومشاريع فنية. يعرف البرنامج الإحتفالي لهذه السنة تكريم مجموعة من الوجوه المسرحية التي بصمت على حضور متميز في الساحة الفنية من خلال العديد من الأعمال الابداعية التي تؤثث خزانة المسرح المغربي، ويتعلق الأمر بكل من : الباحث والمخرج المسرحي الدكتور عز الدين بونيت، الفنانة حياة غافري الملقبة ب"سمسمة"، الفنانة المخضرمة لطيفة عنكور، ثم الفنان المبدع ابراهيم وارفعنا. وستشهد الأمسية ذاتها عرض العمل المسرحي الموسوم ب "تكنزة..قصة تودة" لفرقة فوانيس ورزازات، من إخراج أمين ناسور، تأليف: اسماعيل الوعرابي، طارق الربح وأمين ناسور، في طابق فرجوي يعد بتوليفات أيقونية تمتح من فرادة الفلسفة الابداعية والرسالة الفنية لأب الفنون.
ثقافة-وفن

تدافع وإغماءات في معرض الكتاب بالمغرب بسبب كاتب سعودي
اضطرت إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة الرباط، أمس السبت 11 ماي الجاري، إلى إيقاف مراسم حفل توقيع الكاتب والروائي السعودي الشهير أسامة المسلم، بسبب إقبال جماهيري كبير فاق التوقعات، وتسبب بحالات إغماء. وحضر العديد من الطلاب والشباب إلى المعرض للقاء الكاتب السعودي الذي يحظى بشعبية كبيرة في المملكة، غير أن الازدحام وحالات إغماء دفعت إدارة المعرض إلى إيقاف حفل التوقيع خوفاً على سلامة الزوار القادمين من مختلف المدن المغربية. وأكد المسلم في فيديو مصور بثه عبر حسابه على منصة "إنستغرام"، أن مغادرته للمعرض كانت بطلب من قوات الأمن حفاظاً على سلامة المواطنين، مشيرا إلى أنه كان مستعدًا للجلوس حتى الليل لإكمال حفل التوقيع، وفق قوله. وتتواصل فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة الرباط، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 19 ماي الجاري. ويشارك 743 عارضا من 48 دولة في المعرض، وسيقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 16 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة