الخميس 02 مايو 2024, 02:32

دولي

موقع أميركي يرصد كيف يٌقتل المصريون خارج نطاق القضاء بدعم من واشنطن


كشـ24 نشر في: 13 نوفمبر 2017

وصل محمد عبد الستار، وهو مدرسٌ يبلغ من العمر 44 عاماً، إلى عمله في محافظة البحيرة بمصر في 9 أبريل/نيسان 2017، ووقَّعَ حضوره في تمام الثامنة صباحاً، بعد أن أعد درساً عن المسيحية في مصر، وهو موضوعٌ يُطرح في الوقت المناسب نظراً إلى الهجمات الطائفية المُتكرِّرة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات في جميع أنحاء مصر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولكن بحلول الساعة 10:30 من صباح ذلك اليوم، أُلقِيَ القبض على عبد الستار، ورافقه رجال في زي مدني إلى سيارة بدون أرقام، وبجانب اسمه في كشف الانصراف، ظلَّت الخانة فارغة، وكتب جانبها ببساطة: "اعتُقل من المدرسة في أثناء تأدية عمله" بحسب موقع The Intercept الأميركي"


لا نعرف الجهة التي اعتقلته

وبعد أسابيع من اختطافه، حاولت زوجة عبد الستار وزملاؤه في المدرسة التعرف على مكانه، وإرسال رسائل إلى أي مسؤول حكومي ذي صلة. ولم تستطع الأسرة إلا أن تفترض أنَّ الشرطة السرية المصرية مباحث أمن الدولة) اختطفته، فهي شهيرة بإلقاء القبض على الأفراد بهذه الطريقة.

وكتبوا في رسائلهم: "نحن لا نعرف الجهة التي اعتقلته، ولا مكان اعتقاله حتى الآن. يُرجى الإفراج عن سجل النيابة العامة تحت إشرافكم والتحقيق في الحادث، لأنَّنا لا نعرف ما حدث له بالضبط". لكنَّ رسائلهم ظلت دون إجابة.

وبعد ذلك بشهر تقريباً، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنَّ عبد الستار تُوفي في عملية لمكافحة الإرهاب تستهدف حركة "حسم" الإرهابية، وهي جماعة محلية مسلحة نفَّذَت هجمات منتظمة على أهدافٍ حكومية. وفي منشور على موقع فيسبوك في 6 مايو/أيار 2017، ذكرت الوزارة أنَّ عبد الستار ورجلاً آخر يُدعى عبد الله رجب علي عبد الحليم، فتحا النار على قوات الأمن في مدينة طنطا على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من المدرسة التي عمل فيها عبد الستار، وأنَّ الشرطة، رداً على الهجوم، قتلتهما.

ولم ترد أي إشارة إلى اعتقال عبد الستار من داخل مقر عمله، ولم يفسروا كيف يمكن أن ينضم معلم يعمل بمدرسة إلى جماعةٍ إرهابية، ولم تُقدَّم أي وثائق أو إخطارات إلى المدرسة أو إلى أسرته، وظلت رسائلهم دون إجابة.

المئات اختفوا أيضاً 

اختفاء عبد الستار ليس الأول من نوعه، فقد أفادت التقارير أنَّه في العام الماضي، اختفى مئات المواطنين المصريين قسرياً، ليغدوا في عداد ضحايا الحرب المصرية التى تدعمها الولايات المتحدة ضد الإرهاب. وعلى غرار عبد الستار، أُعلِنَ مقتل بعض منهم في عملية لاحقة لمكافحة الإرهاب، وكان للبيانات الرسمية عن سبب الوفاة صيغة مشابهة، فنصت على: أثناء الغارة الأمنية، فتح المهاجمون النار، ورد أفراد الأمن بالمثل، مما أسفر عن مقتلهم جميعاً.

ويقول الموقع الأميركي إن موجة الاختفاءات القسرية هذه ، وعمليات القتل الواضحة خارج نطاق القضاء، تثير مخاوف خطيرة من سيادة القانون على حقوق الإنسان في مصر، وتُهدد بتقويض الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة العنف المتطرف المستمر في البلاد.

ويضيف الموقع الأميركي مع ذلك، يبدو أنَّ المسؤولين الأميركيين ملتزمون بتقديم الدعم للجهود المصرية، سواء من الناحية المادية - باستمرار منح أكثر من مليار دولار في هيئة مساعدات أمنية سنوية - أو السياسية، بوضع إجراءات مقترحة مؤخراً لتصنيف الجماعات التي تقاتل ضد الدولة المصرية "إرهابيين دوليين".

وتحاول الحكومة المصرية إقناع مواطنيها - والمجتمع الدولي - بأنَّها تنتصر في معركتها الوجودية ضد خصومها الإرهابيين، وذلك بفضل وكالاتها العسكرية والاستخباراتية المُهابة شديدة السرية، والرقابة الصارمة المتزايدة على وسائل الإعلام. لكن في الواقع، يبدو أنَّ العديد ممن قتلوا أو اختفوا معارضون أو ناشطون سياسيون، أو حتى مواطنون عاديون. وحتى في الحالات التي يثبت فيها بالفعل وجود صلات بين المختفين والجماعات الإرهابية، فإنَّهم كثيراً ما يلقون انتهاكات قانونية خطيرة، ويتعرضون للتعذيب، بل وحتى الإعدام.

ظاهرة جديدة

ويرى الموقع الأميركي أن حالات القتل خارج نطاق القضاء، كحالة عبد الستار، ظاهرة جديدة نسبياً. فعلى الرغم من الإبلاغ عن مقتل آلاف الإرهابيين المزعومين في عملياتٍ عسكرية بمحافظة شمال سيناء (وبصورةٍ أقل في الصحراء الغربية)، نادراً ما كانت تُشاهَد حالات قتل خارج تلك المنطقتين المعزولتين.

أوضح أحد باحثي منظمة العفو الدولية الذين شاركوا بالتحقيق في حالة عبد الستار، والذي طلب عدم الكشف عن هُويته لأسبابٍ أمنية، لموقع ذي إنترسبت أنَّ "الإعدام خارج نطاق القضاء أصبح توجُّهاً منذ اغتيال النائب العام السابق هشام بركات في يونيو/حزيران 2015".

ولم يتبنَّ أي طرفٍ المسؤولية قط عن السيارة المفخخة التي قتلت النائب العام، على الرغم من أنَّ تقريراً للمنفذ الإعلامي المستقل "مدى مصر" قد نسبها إلى مجموعةٍ مرتبطة بشباب الإخوان المسلمين. ومنذ الهجوم، كانت هناك سلسلة من عمليات القتل خارج نطاق القضاء: فقُتِل على الأقل 178 إرهابيّاً مزعوماً في مداهمات للشرطة، 110 منهم على الأقل في عام 2017.

الأمر الجديد أيضاً هو التحوُّل الواضح في الاستهداف: فقبل هذا العام، كانت معظم عمليات مكافحة الإرهاب التي يجري إعلانها تُنفَّذ ضد أعضاء مزعومين بالإخوان المسلمين.

لكن الآن، دخلت مجموعتان جديدتان بؤرة التركيز: "حسم" و"لواء الثورة". و"حسم" هي حركة مسلحة تأسَّست عام 2016؛ وتدَّعي الحركة أنَّها مسؤولة عن 16 هجوماً على قوات الأمن المصرية والمسؤولين الحكوميين، بما في ذلك محاولات اغتيال مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة، ومساعد النائب العام المستشار زكريا عبد العزيز، وهجومٍ في سبتمبر/أيلول على سفارة ميانمار، أسفر عن وقوع ضحية واحدة. أمَّا لواء الثورة، الذي يُعَد محتوى صفحاته على الشبكات الاجتماعية والترويج له مرتبطاً بصورة وثيقة بـ"حسم"، فكان أقل نشاطاً، متبنيَّاً مسؤولية 3 هجمات فقط منذ تشكيله في أغسطس/آب 2016.

تُصوِّر الحكومة المصرية المجموعتين على أنَّهما كيانان جديدان مُسلَّحان تابعان للإخوان المسلمين.

ورغم أنَّ بعض قيادات الإخوان تُصرّ على رسالتهم السلمية، فإنَّ البعض الآخر ليس واضحاً كثيراً، والبعض، لا سيَّما العناصر الشابّة، قد تبَّنى العنف صراحةً.

وأفادت وزارة الداخلية بأول تحرُّك لها ضد "حسم" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وأُعلِن عن أول حالة قتل في تبادل لإطلاق النار بعد ذلك بشهر. ومنذ ذلك التاريخ، قُتِل 40 عضواً مزعوماً بحركة حسم، من بينهم عبد الستار.

في حالة عبد الستار، ادَّعى منشورٌ لوزارة الداخلية على فيسبوك أنَّ عبد الستار وعبد الحليم كانا "مسؤولَين" عن تصنيع ونقل العبوات الناسفة لحركة حسم ولواء الثورة.

وعلى وجه التحديد، اتَّهمت الوزارة الرجلين بلعب دورٍ في هجومٍ أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة 15 آخرين بمنشأة تدريبٍ شرطية في طنطا في الأول من أبريل/نيسان. ولم تُقدَّم أية معلومات إضافية عن علاقتهما بـ"لواء الثورة" أو "حسم".

وردَّت "حسم" بالقول في بيانٍ إنَّ وزارة الداخلية اختلقت الادِّعاءات وإنَّه لو كان الرجلان ينتميان إليها فإنَّها ستشعر بالفخر للاعتراف بشهيديها. وحذا لواء الثورة حذوها، نافياً مقتل أي أعضاء له في عملياتٍ أمنية في الأشهر الأخيرة.

حقَّقت منظمة العفو الدولية في حالة عبد الستار، وأكَّدت احتجازه، لكن المجموعة لم تستطع تعقُّب أي سجلاتٍ رسمية عن اعتقاله أو إطلاق سراحه. الأكثر من ذلك هو أنَّ جثته كانت تحمل جرحين لطلقين ناريين في الظهر، الأمر الذي يجعل رواية الشرطة حول وجود تبادلٍ لإطلاق النار صعبة.

ولا يزال ما حدث لعبد الستار في الأيام التي سبقت موته لغزاً، وليس من الواضح سبب استهداف الحكومة له.

لكنَّ منظمة العفو الدولية لفتت إلى أنَّها لم تكن أول حالة وفاة يكتنفها هذا الغموض، وتُقدِّمها الحكومة المصرية دون أي توضيح أو دليل من جانبها. ففي العام الماضي، أُفيد باعتقال أو اختفاء 20 شخصاً يُزعَم ارتباطهم بـ"حسم" في الأسابيع التي سبقت عمليات مكافحة الإرهاب التي يُفتَرَض أنَّهم قُتِلوا فيها.

على الرغم من حقيقة أنَّ معظم تلك الوفيات حدثت جرَّاء إطلاق نار، فإنَّ الشرطة لم تفد بوقوع ضحايا منها سوى في عملية واحدة. وأوضح الباحث المصري بمنظمة العفو الدولية لموقع ذي إنترسبت أنَّ التفاصيل المتشابهة، وغياب التحقيق في الملابسات، وعدد الضحايا القليل من الشرطة "كلها مؤشرات على أنَّ (القتل خارج نطاق القضاء) يمثل استراتيجية" لدى قوات الأمن.


الإخوان وجماعات العنف 

ومع تزايد أعداد هذه الحالات، ازداد أيضاً اهتمام واشنطن بالمجموعات المرتبطة بالإخوان المسلمين. وظهرت الكثير من التحليلات في وسائل الإعلام الأميركية للتحقُّق من علاقة الإخوان بالمجموعات التي تنتهج العنف.

وفي 24 مايو/أيار، أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة رسالةً أمنية للمواطنين الأميركيين تشير إلى تهديد حركة "حسم" بـ"عمليةٍ غير مُحدَّدة". وفي الحقيقة، ما فسَّرَته السفارة باعتباره عمليةً مُحتَمَلةً كان فعلياً منشوراً على الشبكات الاجتماعية يُمهِّد لمقطع فيديو جديد كانت "حسم" تُخطِّط لإصداره.

لكن لم يُوضَّح كيف فُسِّرَ هذا الأمر باعتباره تهديداً للمواطنين الأميركيين. وما يثير السخرية هو أن هذه الرسالة الأمنية قد حفَّزَت "حسم" لأن تذكر الولايات المتحدة لأولِ مرة، وكان ذلك في اليوم التالي حين ردَّت المجموعة على الرسالة، لتقول في بيانٍ لها باللغة الإنكليزية: "إلى الأجانب في مصر.. نحن المقاومة، ولسنا إرهابيين".

وتزامَنَ الاهتمام الأميركي المتزايد مع زياراتٍ من مسؤولين مصريين رفيعي المستوى إلى الولايات المتحدة، بمن فيهم السيسي نفسه. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد سافر إلى واشنطن في فبراير/شباط، بينما سافر السيسي في أبريل/نيسان - وكان تلك هي زيارته الأولى للولايات المتحدة منذ انتُخِبَ رئيساً في 2014. وقامت ثلاثة وفود برلمانية بزياراتٍ مشابهة أيضاً هذا العام.

جاء تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمةٍ إرهابيةٍ أجنبية كأولويةٍ مبدئيةٍ في الولايات المتحدة، ففي يناير/كانون الثاني قدَّمَ السيناتور تيد كروز، من ولاية تكساس، مشروعَ قانونٍ بالضبط من أجل ذلك.

لكن مشروع القانون مات تماماً، بعد أن تصاعدت مجادلاتٌ قويةٌ ضده في الإعلام وفي أروقة السلطة. وكان تصنيف الإخوان كمنظمةٍ إرهابية واسعاً للغاية ويخاطر بشمل المعارضة السياسية السلمية فيه، وكان من شأنه أن يُعقِّد العلاقات مع الدول التي تشغل فيها الأحزاب السياسية المنتمية للإخوان مناصب مُنتَخَبة.

"حظر الإخوان غير مجدٍ"

وبعد إدراك أن فرض حظرٍ واسعٍ على الإخوان المسلمين كان غير مجد، ناقشت لجان الكونغرس - بمعلوماتٍ تلقتها من الوفود المصرية - تصنيف "حسم" كمنظمةٍ إرهابية.

وأوصى خطابٌ من عضو الكونغرس تيد بو، من ولاية تكساس أيضاً، في يونيو/حزيران، الرئيس الأميركي بـ"تصنيف ومعاقبة تلك المجموعات ذات الصلات التاريخية بالإخوان المسلمين وتروِّج اليوم لاستخدام العنف"، تحت قسم 1 (b) للقرار التنفيذي 13224. وكان هذا القرار، الذي صدر مباشرةً بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، قد صُمِّمَ لتوفير أداةٍ لوزارة الخزانة الأميركية لاستخدامها ضد أولئك الذين يفرضون "تهديداً استثنائياً وغير عادي" لمصالح الولايات المتحدة وأمنها القومي. لكن نطاق القرار تمدَّد باطرادٍ لشمل مجموعاتٍ ليست مُتورِّطةً في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

وقد يُوفِّر مثل هذا التصنيف طريقاً سريعاً لإعلان أعضاء من المجموعة إرهابيين وفق القانون الأميركي، ما يأذن بالمساءلة المالية، ومصادرة الممتلكات، وفرض عقوباتٍ من قِبَلِ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية.

وفي ما يخص هذا الاقتراح، قال بو: "في هذا الموقف، من الحكمة استخدام المشرط بدلاً من الفأس. سيكون هذا النهج المُستهدَف أكثر تأثيراً وسيتجنَّب تداعياتٍ مُحتَمَلة غير مقصودة".

وفي الحقيقة، لا تُمثِّل أطرافٌ مثل حسم، رغم انتهاجها العنف، تهديداً فعلياً على الأمن القومي الأميركي، ما سيجعل التصنيف الأميركي للمنظمات الإرهابية يتجاوز النطاق المقصود به. وبالإضافة إلى ذلك، من أجل إنفاذ القرار، سيكون مسؤولو وزارة الخزانة في حاجةٍ إلى أسماء الأفراد والكيانات لتُعد بهم قائمةً بمعلوماتٍ مُحدَّدةٍ عنهم - وهذا قد يفتح طريقاً للتعاون مع نظرائهم المصريين من أجل جمع المعلومات الضرورية.

وبالنظر إلى سجل المصريين في جمع المعلومات الاستخباراتية، المليء بتقارير عن اعترافاتٍ انتُزِعَت بالإكراه وحالات تعذيبٍ مُتكرِّرة (هذه حكومةٌ تُتَّهم على نطاقٍ واسع بتعذيب طالب الدكتوراه الإيطالي، جوليو ريجيني، 27 عاماً، حتى الموت)، فإن مثل هذا الاحتمال سيُشجِّع الممارسات غير المشروعة وانتهاك الحقوق.

وحتى الآن، لم يأتِ خطاب بو بأي نتائج، ولم يُقدَّم مشروع قانون بصورةٍ رسمية. ومع ذلك، حين ظهرت تقارير تفيد بأن حسم قد نفَّذَت هجمةً في 20 أكتوبر/تشرين الأول أوقعت عشرات من الجنود والضباط المصريين، جدَّدَ بعض المُعلِّقين النقاش حول تصنيف المجموعة تنظيماً إرهابياً. ولاحقاً، أُنكِرَت مسؤولية "حسم" عن الهجوم، لكن وفداً رفيعَ المستوى من شخصياتٍ سياسيةٍ مصرية لا يزال يطلب الدعم من وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس في حربهم ضد الإرهاب.

ويرى الموقع الأميركي انه في حين تصنيف أفراد بعينهم "إرهابيين" قد يُثبِت للقاهرة أنَّ لديها أصدقاء في واشنطن، فمن غير الواضح كيف ستمنع العنف البادي من جماعات مثل حسم ولواء الثورة، الذين من غير المُرجَّح أن يكونوا على صلةٍ بالشبكات المالية الدولية التي يمكن لوزارة الخزانة عملياً استهدافها.

ومما يبعث على مزيد من القلق أنَّه في ظل الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، كالتي ارتُكِبَت في قضية عبد الستار، فإنَّ مثل هذا الرد من الولايات المتحدة قد يُشجِّع فقط على السعي لتحقيق العدالة خارج نطاق القضاء في حرب مصر على الإرهاب.

وصل محمد عبد الستار، وهو مدرسٌ يبلغ من العمر 44 عاماً، إلى عمله في محافظة البحيرة بمصر في 9 أبريل/نيسان 2017، ووقَّعَ حضوره في تمام الثامنة صباحاً، بعد أن أعد درساً عن المسيحية في مصر، وهو موضوعٌ يُطرح في الوقت المناسب نظراً إلى الهجمات الطائفية المُتكرِّرة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات في جميع أنحاء مصر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولكن بحلول الساعة 10:30 من صباح ذلك اليوم، أُلقِيَ القبض على عبد الستار، ورافقه رجال في زي مدني إلى سيارة بدون أرقام، وبجانب اسمه في كشف الانصراف، ظلَّت الخانة فارغة، وكتب جانبها ببساطة: "اعتُقل من المدرسة في أثناء تأدية عمله" بحسب موقع The Intercept الأميركي"


لا نعرف الجهة التي اعتقلته

وبعد أسابيع من اختطافه، حاولت زوجة عبد الستار وزملاؤه في المدرسة التعرف على مكانه، وإرسال رسائل إلى أي مسؤول حكومي ذي صلة. ولم تستطع الأسرة إلا أن تفترض أنَّ الشرطة السرية المصرية مباحث أمن الدولة) اختطفته، فهي شهيرة بإلقاء القبض على الأفراد بهذه الطريقة.

وكتبوا في رسائلهم: "نحن لا نعرف الجهة التي اعتقلته، ولا مكان اعتقاله حتى الآن. يُرجى الإفراج عن سجل النيابة العامة تحت إشرافكم والتحقيق في الحادث، لأنَّنا لا نعرف ما حدث له بالضبط". لكنَّ رسائلهم ظلت دون إجابة.

وبعد ذلك بشهر تقريباً، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنَّ عبد الستار تُوفي في عملية لمكافحة الإرهاب تستهدف حركة "حسم" الإرهابية، وهي جماعة محلية مسلحة نفَّذَت هجمات منتظمة على أهدافٍ حكومية. وفي منشور على موقع فيسبوك في 6 مايو/أيار 2017، ذكرت الوزارة أنَّ عبد الستار ورجلاً آخر يُدعى عبد الله رجب علي عبد الحليم، فتحا النار على قوات الأمن في مدينة طنطا على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من المدرسة التي عمل فيها عبد الستار، وأنَّ الشرطة، رداً على الهجوم، قتلتهما.

ولم ترد أي إشارة إلى اعتقال عبد الستار من داخل مقر عمله، ولم يفسروا كيف يمكن أن ينضم معلم يعمل بمدرسة إلى جماعةٍ إرهابية، ولم تُقدَّم أي وثائق أو إخطارات إلى المدرسة أو إلى أسرته، وظلت رسائلهم دون إجابة.

المئات اختفوا أيضاً 

اختفاء عبد الستار ليس الأول من نوعه، فقد أفادت التقارير أنَّه في العام الماضي، اختفى مئات المواطنين المصريين قسرياً، ليغدوا في عداد ضحايا الحرب المصرية التى تدعمها الولايات المتحدة ضد الإرهاب. وعلى غرار عبد الستار، أُعلِنَ مقتل بعض منهم في عملية لاحقة لمكافحة الإرهاب، وكان للبيانات الرسمية عن سبب الوفاة صيغة مشابهة، فنصت على: أثناء الغارة الأمنية، فتح المهاجمون النار، ورد أفراد الأمن بالمثل، مما أسفر عن مقتلهم جميعاً.

ويقول الموقع الأميركي إن موجة الاختفاءات القسرية هذه ، وعمليات القتل الواضحة خارج نطاق القضاء، تثير مخاوف خطيرة من سيادة القانون على حقوق الإنسان في مصر، وتُهدد بتقويض الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة العنف المتطرف المستمر في البلاد.

ويضيف الموقع الأميركي مع ذلك، يبدو أنَّ المسؤولين الأميركيين ملتزمون بتقديم الدعم للجهود المصرية، سواء من الناحية المادية - باستمرار منح أكثر من مليار دولار في هيئة مساعدات أمنية سنوية - أو السياسية، بوضع إجراءات مقترحة مؤخراً لتصنيف الجماعات التي تقاتل ضد الدولة المصرية "إرهابيين دوليين".

وتحاول الحكومة المصرية إقناع مواطنيها - والمجتمع الدولي - بأنَّها تنتصر في معركتها الوجودية ضد خصومها الإرهابيين، وذلك بفضل وكالاتها العسكرية والاستخباراتية المُهابة شديدة السرية، والرقابة الصارمة المتزايدة على وسائل الإعلام. لكن في الواقع، يبدو أنَّ العديد ممن قتلوا أو اختفوا معارضون أو ناشطون سياسيون، أو حتى مواطنون عاديون. وحتى في الحالات التي يثبت فيها بالفعل وجود صلات بين المختفين والجماعات الإرهابية، فإنَّهم كثيراً ما يلقون انتهاكات قانونية خطيرة، ويتعرضون للتعذيب، بل وحتى الإعدام.

ظاهرة جديدة

ويرى الموقع الأميركي أن حالات القتل خارج نطاق القضاء، كحالة عبد الستار، ظاهرة جديدة نسبياً. فعلى الرغم من الإبلاغ عن مقتل آلاف الإرهابيين المزعومين في عملياتٍ عسكرية بمحافظة شمال سيناء (وبصورةٍ أقل في الصحراء الغربية)، نادراً ما كانت تُشاهَد حالات قتل خارج تلك المنطقتين المعزولتين.

أوضح أحد باحثي منظمة العفو الدولية الذين شاركوا بالتحقيق في حالة عبد الستار، والذي طلب عدم الكشف عن هُويته لأسبابٍ أمنية، لموقع ذي إنترسبت أنَّ "الإعدام خارج نطاق القضاء أصبح توجُّهاً منذ اغتيال النائب العام السابق هشام بركات في يونيو/حزيران 2015".

ولم يتبنَّ أي طرفٍ المسؤولية قط عن السيارة المفخخة التي قتلت النائب العام، على الرغم من أنَّ تقريراً للمنفذ الإعلامي المستقل "مدى مصر" قد نسبها إلى مجموعةٍ مرتبطة بشباب الإخوان المسلمين. ومنذ الهجوم، كانت هناك سلسلة من عمليات القتل خارج نطاق القضاء: فقُتِل على الأقل 178 إرهابيّاً مزعوماً في مداهمات للشرطة، 110 منهم على الأقل في عام 2017.

الأمر الجديد أيضاً هو التحوُّل الواضح في الاستهداف: فقبل هذا العام، كانت معظم عمليات مكافحة الإرهاب التي يجري إعلانها تُنفَّذ ضد أعضاء مزعومين بالإخوان المسلمين.

لكن الآن، دخلت مجموعتان جديدتان بؤرة التركيز: "حسم" و"لواء الثورة". و"حسم" هي حركة مسلحة تأسَّست عام 2016؛ وتدَّعي الحركة أنَّها مسؤولة عن 16 هجوماً على قوات الأمن المصرية والمسؤولين الحكوميين، بما في ذلك محاولات اغتيال مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة، ومساعد النائب العام المستشار زكريا عبد العزيز، وهجومٍ في سبتمبر/أيلول على سفارة ميانمار، أسفر عن وقوع ضحية واحدة. أمَّا لواء الثورة، الذي يُعَد محتوى صفحاته على الشبكات الاجتماعية والترويج له مرتبطاً بصورة وثيقة بـ"حسم"، فكان أقل نشاطاً، متبنيَّاً مسؤولية 3 هجمات فقط منذ تشكيله في أغسطس/آب 2016.

تُصوِّر الحكومة المصرية المجموعتين على أنَّهما كيانان جديدان مُسلَّحان تابعان للإخوان المسلمين.

ورغم أنَّ بعض قيادات الإخوان تُصرّ على رسالتهم السلمية، فإنَّ البعض الآخر ليس واضحاً كثيراً، والبعض، لا سيَّما العناصر الشابّة، قد تبَّنى العنف صراحةً.

وأفادت وزارة الداخلية بأول تحرُّك لها ضد "حسم" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وأُعلِن عن أول حالة قتل في تبادل لإطلاق النار بعد ذلك بشهر. ومنذ ذلك التاريخ، قُتِل 40 عضواً مزعوماً بحركة حسم، من بينهم عبد الستار.

في حالة عبد الستار، ادَّعى منشورٌ لوزارة الداخلية على فيسبوك أنَّ عبد الستار وعبد الحليم كانا "مسؤولَين" عن تصنيع ونقل العبوات الناسفة لحركة حسم ولواء الثورة.

وعلى وجه التحديد، اتَّهمت الوزارة الرجلين بلعب دورٍ في هجومٍ أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة 15 آخرين بمنشأة تدريبٍ شرطية في طنطا في الأول من أبريل/نيسان. ولم تُقدَّم أية معلومات إضافية عن علاقتهما بـ"لواء الثورة" أو "حسم".

وردَّت "حسم" بالقول في بيانٍ إنَّ وزارة الداخلية اختلقت الادِّعاءات وإنَّه لو كان الرجلان ينتميان إليها فإنَّها ستشعر بالفخر للاعتراف بشهيديها. وحذا لواء الثورة حذوها، نافياً مقتل أي أعضاء له في عملياتٍ أمنية في الأشهر الأخيرة.

حقَّقت منظمة العفو الدولية في حالة عبد الستار، وأكَّدت احتجازه، لكن المجموعة لم تستطع تعقُّب أي سجلاتٍ رسمية عن اعتقاله أو إطلاق سراحه. الأكثر من ذلك هو أنَّ جثته كانت تحمل جرحين لطلقين ناريين في الظهر، الأمر الذي يجعل رواية الشرطة حول وجود تبادلٍ لإطلاق النار صعبة.

ولا يزال ما حدث لعبد الستار في الأيام التي سبقت موته لغزاً، وليس من الواضح سبب استهداف الحكومة له.

لكنَّ منظمة العفو الدولية لفتت إلى أنَّها لم تكن أول حالة وفاة يكتنفها هذا الغموض، وتُقدِّمها الحكومة المصرية دون أي توضيح أو دليل من جانبها. ففي العام الماضي، أُفيد باعتقال أو اختفاء 20 شخصاً يُزعَم ارتباطهم بـ"حسم" في الأسابيع التي سبقت عمليات مكافحة الإرهاب التي يُفتَرَض أنَّهم قُتِلوا فيها.

على الرغم من حقيقة أنَّ معظم تلك الوفيات حدثت جرَّاء إطلاق نار، فإنَّ الشرطة لم تفد بوقوع ضحايا منها سوى في عملية واحدة. وأوضح الباحث المصري بمنظمة العفو الدولية لموقع ذي إنترسبت أنَّ التفاصيل المتشابهة، وغياب التحقيق في الملابسات، وعدد الضحايا القليل من الشرطة "كلها مؤشرات على أنَّ (القتل خارج نطاق القضاء) يمثل استراتيجية" لدى قوات الأمن.


الإخوان وجماعات العنف 

ومع تزايد أعداد هذه الحالات، ازداد أيضاً اهتمام واشنطن بالمجموعات المرتبطة بالإخوان المسلمين. وظهرت الكثير من التحليلات في وسائل الإعلام الأميركية للتحقُّق من علاقة الإخوان بالمجموعات التي تنتهج العنف.

وفي 24 مايو/أيار، أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة رسالةً أمنية للمواطنين الأميركيين تشير إلى تهديد حركة "حسم" بـ"عمليةٍ غير مُحدَّدة". وفي الحقيقة، ما فسَّرَته السفارة باعتباره عمليةً مُحتَمَلةً كان فعلياً منشوراً على الشبكات الاجتماعية يُمهِّد لمقطع فيديو جديد كانت "حسم" تُخطِّط لإصداره.

لكن لم يُوضَّح كيف فُسِّرَ هذا الأمر باعتباره تهديداً للمواطنين الأميركيين. وما يثير السخرية هو أن هذه الرسالة الأمنية قد حفَّزَت "حسم" لأن تذكر الولايات المتحدة لأولِ مرة، وكان ذلك في اليوم التالي حين ردَّت المجموعة على الرسالة، لتقول في بيانٍ لها باللغة الإنكليزية: "إلى الأجانب في مصر.. نحن المقاومة، ولسنا إرهابيين".

وتزامَنَ الاهتمام الأميركي المتزايد مع زياراتٍ من مسؤولين مصريين رفيعي المستوى إلى الولايات المتحدة، بمن فيهم السيسي نفسه. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد سافر إلى واشنطن في فبراير/شباط، بينما سافر السيسي في أبريل/نيسان - وكان تلك هي زيارته الأولى للولايات المتحدة منذ انتُخِبَ رئيساً في 2014. وقامت ثلاثة وفود برلمانية بزياراتٍ مشابهة أيضاً هذا العام.

جاء تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمةٍ إرهابيةٍ أجنبية كأولويةٍ مبدئيةٍ في الولايات المتحدة، ففي يناير/كانون الثاني قدَّمَ السيناتور تيد كروز، من ولاية تكساس، مشروعَ قانونٍ بالضبط من أجل ذلك.

لكن مشروع القانون مات تماماً، بعد أن تصاعدت مجادلاتٌ قويةٌ ضده في الإعلام وفي أروقة السلطة. وكان تصنيف الإخوان كمنظمةٍ إرهابية واسعاً للغاية ويخاطر بشمل المعارضة السياسية السلمية فيه، وكان من شأنه أن يُعقِّد العلاقات مع الدول التي تشغل فيها الأحزاب السياسية المنتمية للإخوان مناصب مُنتَخَبة.

"حظر الإخوان غير مجدٍ"

وبعد إدراك أن فرض حظرٍ واسعٍ على الإخوان المسلمين كان غير مجد، ناقشت لجان الكونغرس - بمعلوماتٍ تلقتها من الوفود المصرية - تصنيف "حسم" كمنظمةٍ إرهابية.

وأوصى خطابٌ من عضو الكونغرس تيد بو، من ولاية تكساس أيضاً، في يونيو/حزيران، الرئيس الأميركي بـ"تصنيف ومعاقبة تلك المجموعات ذات الصلات التاريخية بالإخوان المسلمين وتروِّج اليوم لاستخدام العنف"، تحت قسم 1 (b) للقرار التنفيذي 13224. وكان هذا القرار، الذي صدر مباشرةً بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، قد صُمِّمَ لتوفير أداةٍ لوزارة الخزانة الأميركية لاستخدامها ضد أولئك الذين يفرضون "تهديداً استثنائياً وغير عادي" لمصالح الولايات المتحدة وأمنها القومي. لكن نطاق القرار تمدَّد باطرادٍ لشمل مجموعاتٍ ليست مُتورِّطةً في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

وقد يُوفِّر مثل هذا التصنيف طريقاً سريعاً لإعلان أعضاء من المجموعة إرهابيين وفق القانون الأميركي، ما يأذن بالمساءلة المالية، ومصادرة الممتلكات، وفرض عقوباتٍ من قِبَلِ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية.

وفي ما يخص هذا الاقتراح، قال بو: "في هذا الموقف، من الحكمة استخدام المشرط بدلاً من الفأس. سيكون هذا النهج المُستهدَف أكثر تأثيراً وسيتجنَّب تداعياتٍ مُحتَمَلة غير مقصودة".

وفي الحقيقة، لا تُمثِّل أطرافٌ مثل حسم، رغم انتهاجها العنف، تهديداً فعلياً على الأمن القومي الأميركي، ما سيجعل التصنيف الأميركي للمنظمات الإرهابية يتجاوز النطاق المقصود به. وبالإضافة إلى ذلك، من أجل إنفاذ القرار، سيكون مسؤولو وزارة الخزانة في حاجةٍ إلى أسماء الأفراد والكيانات لتُعد بهم قائمةً بمعلوماتٍ مُحدَّدةٍ عنهم - وهذا قد يفتح طريقاً للتعاون مع نظرائهم المصريين من أجل جمع المعلومات الضرورية.

وبالنظر إلى سجل المصريين في جمع المعلومات الاستخباراتية، المليء بتقارير عن اعترافاتٍ انتُزِعَت بالإكراه وحالات تعذيبٍ مُتكرِّرة (هذه حكومةٌ تُتَّهم على نطاقٍ واسع بتعذيب طالب الدكتوراه الإيطالي، جوليو ريجيني، 27 عاماً، حتى الموت)، فإن مثل هذا الاحتمال سيُشجِّع الممارسات غير المشروعة وانتهاك الحقوق.

وحتى الآن، لم يأتِ خطاب بو بأي نتائج، ولم يُقدَّم مشروع قانون بصورةٍ رسمية. ومع ذلك، حين ظهرت تقارير تفيد بأن حسم قد نفَّذَت هجمةً في 20 أكتوبر/تشرين الأول أوقعت عشرات من الجنود والضباط المصريين، جدَّدَ بعض المُعلِّقين النقاش حول تصنيف المجموعة تنظيماً إرهابياً. ولاحقاً، أُنكِرَت مسؤولية "حسم" عن الهجوم، لكن وفداً رفيعَ المستوى من شخصياتٍ سياسيةٍ مصرية لا يزال يطلب الدعم من وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس في حربهم ضد الإرهاب.

ويرى الموقع الأميركي انه في حين تصنيف أفراد بعينهم "إرهابيين" قد يُثبِت للقاهرة أنَّ لديها أصدقاء في واشنطن، فمن غير الواضح كيف ستمنع العنف البادي من جماعات مثل حسم ولواء الثورة، الذين من غير المُرجَّح أن يكونوا على صلةٍ بالشبكات المالية الدولية التي يمكن لوزارة الخزانة عملياً استهدافها.

ومما يبعث على مزيد من القلق أنَّه في ظل الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، كالتي ارتُكِبَت في قضية عبد الستار، فإنَّ مثل هذا الرد من الولايات المتحدة قد يُشجِّع فقط على السعي لتحقيق العدالة خارج نطاق القضاء في حرب مصر على الإرهاب.


ملصقات


اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
أعلن مسؤول عمليات نزع الألغام في الأمم المتحدة عن قطاع غزة الذي يتعرض لقصف متواصل تشنه إسرائيل في حربها مع حماس الأربعاء أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا. وأوضح مونغو بيرتش، المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، خلال مؤتمر صحفي في جنيف أنه "لفهم مدى ضخامة الأمر؛ جبهة القتال في أوكرانيا تبلغ 600 ميلاً (نحو 1000 كيلومتر) في حين أن غزة لا يزيد طولها على 25 ميلاً (نحو 40 كيلومترا)" وهي كلها جبهة قتال. ولكن المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن، أو 300 كيلوغرام لكل متر مربع، وفقًا لتقدير أجرته الأمم المتحدة في منتصف أبريل. وأضاف بيرتش "يُعتقد أن هذه الأنقاض تحتوي على عدد كبير من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها أكثر تعقيدًا بسبب المخاطر الأخرى الموجودة في الركام"، بحسب فرانس برس. وقال "نقدر أن هناك أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس، في حطام غزة وحدها"، وهذه المادة الخطرة للصحة تتطلب احتياطات خاصة. وعبّر بيرتش عن أمله في أن تكون دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في نهاية المطاف "قادرة على أن تكون هيئة تنسيق لإزالة الألغام في غزة وتأسيس فرقنا الخاصة لتفكيك الألغام والقنابل"، بحسب فرانس برس. وبخصوص التمويل، حصلت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على 5 ملايين دولار ولكن "لمواصلة عملنا خلال الـ12 شهرًا المقبلة، نحتاج إلى 40 مليون دولار إضافية" كما أكد المسؤول الأممي. لكن "سيحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات على مدى سنوات عدة لجعل غزة آمنة للسكان". واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما مفاجئا على مستوطنات غلاف غزة، وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 34568 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس.
دولي

الداخلية التركية تعتقل 41 شخصا مشتبها بانتمائهم لـ”داعش”
أعلن وزير الداخلية التركي علي ييرلي كايا اعتقال 41 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" الإرهابي في عملية أمنية واسعة شملت 12 ولاية. وقال كايا ضمن تغريدة نشرها على منصة "إكس": "تم القبض على 41 مشتبها بهم بالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي، في عملية (بوزدوغان-34)، والتي نفذت ضد التنظيم في 12 ولاية تركية". وأضاف أن "العملية الأمنية تمت بتنسيق كامل بين المديرية العامة للمخابرات الأمنية وإدارة مكافحة الإرهاب، ونتيجة للعمليات التي نفذتها أقسام الشرطة في الولايات ضد "داعش"". وتابع: هذه الولايات هي: "بولو (5 أشخاص)، وإسكي شيهير (شخص واحد)، واسطنبول (10 أشخاص)، وكيريكالي (5 أشخاص)، وكيليس (5 أشخاص)، وكوجالي (4 أشخاص)، ونيفشيهير/كابادوكيا (3 أشخاص)، وساكاريا (شخص واحد)، وغازي عنتاب (شخص واحد)، وشانلي أورفا (3 أشخاص)، ودوزجا (شخص واحد)، ومانيسا (شخصان اثنان)". وكشف وزير الداخلية أنه نتيجة العملية الأمنية "تم العثور على أسلحة غير مرخصة، والاستيلاء على عدد كبير من المواد الرقمية، وكمية كبيرة من العملات الأجنبية والليرة التركية". وذكر كايا: "أريد أن تعلم أمتنا العزيزة، أننا (لن نتسامح مع أي إرهابي)، ولدينا هدف واحد فقط، هو القتال دون توقف، بدعواتكم ودعمكم، حتى يتم تحييد آخر إرهابي". وهنأ وزير الداخلية ضباط الشرطة "الأبطال" الذين نفذوا العمليات بالولايات المختلفة. المصدر: RT
دولي

أمريكا تستعد لتصنيف القنّب الهندي مخدراً أقل خطورة
تستعد الحكومة الأميركية لتصنيف القنّب مخدراً أقل خطورة، في خطوة يُتوقع أن تُحدِث آثاراً اقتصادية كبيرة. وأفادت وكالة فرانس برس بأن من شأن هذا التصنيف الجديد على المستوى الاتحادي الذي كشفت عنه الصحافة ثم أكدته وزارة العدل، أن يشجع الأبحاث الطبية حول القنّب ويخفف عدداً من القيود التنظيمية والضريبية. وقال ناطق باسم وزارة العدل في بيان إنها اقترحت نقل تصنيف القنّب من الفئة الأولى التي تضم المواد المسببة للإدمان الشديد ولا فائدة طبية لها، كالهيرويين، إلى الفئة الثالثة التي تضمّ بعض أدوية الكودين مثلاً. ورحب زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان بالقرار "الذي يعترف بالحاجة إلى تعديل قوانين القنّب التقييدية والقاسية لتتواءم مع ما يقوله العلم وغالبية الأميركيين بوضوح". وشدد على ضرورة أن: "يفعل الكونغرس كل ما في وسعه لإنهاء الحظر الاتحادي على القنّب". وفي عامي 2020 و2022، أقرّ مجلس النواب الذي كان الديمقراطيون يشكّلون غالبية أعضائه، مشروع قانون يهدف إلى إزالة القنّب من القائمة الاتحادية للمخدرات الخطيرة، لكنه واجه معارضة من مجلس الشيوخ. وأظهرت دراسة استقصائية نشرها معهد "بيو ريسيرتش" للأبحاث في مارس أن 88 في المئة من الأميركيين يرون ضرورة تشريع استخدام الماريغوانا لأغراض طبية أو ترفيهية أو لكليهما.وسبق أن بادرت 24 ولاية أميركية، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا حيث تقع العاصمة واشنطن، إلى تشريع القنّب، وتسمح 14 ولاية أخرى باستخدامه لأغراض طبية فقط. وأفاد هذا المعهد في فبراير بأن 74 في المئة من الأميركيين باتوا يعيشون في ولاية يُعَدّ فيها استخدام هذه المادة قانونياً إما لأغراض ترويحية أو طبية.
دولي

إطلاق برنامج لإنقاذ آلاف الرجال من “السرطان القاتل” ببريطانيا
أطلقت المملكة المتحدة برنامجا بقيمة 42 مليون جنيه إسترليني لفحص الرجال والكشف عن سرطان البروستاتا وتقليل الوفيات بسبب المرض بنسبة تصل إلى 40 بالمئة. بحسب ما نشرت مجلة التايمز فقد أطلقت مؤسسة سرطان البروستاتا في إنجلترا برنامج "ترانسفورم"، والذي يعد "لحظة محورية في تاريخ أبحاث سرطان البروستاتا"، ويهدف إلى إنقاذ آلاف الأرواح في المملكة المتحدة كل عام بالإضافة إلى مساعدة الرجال على تجنب الأذى الناجم عن الخزعات والعلاجات غير الضرورية. ويتم تشخيص إصابة أكثر من 44 ألف رجل سنويًا في إنجلترا بسرطان البروستاتا، وتقدر أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن 12 ألف شخص يموتون بسبب هذه الحالة كل عام. الفحص التابع للبرنامج يهدف للكشف عن المرض حتى في حالة عدم ظهور أي أعراض، وسيكون ترانسفورم أكبر تجربة في فحص سرطان البروستاتا منذ عقدين من الزمن، والتجربة الوحيدة في الوقت الحاضر، وقد تم تطويره بدعم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية، والحكومة، التي التزمت بالمساهمة بمبلغ 16 مليون جنيه إسترليني. وقالت وزيرة الصحة فيكتوريا أتكينز: "أملنا هو أن يساعد هذا التمويل في إنقاذ حياة آلاف الرجال الآخرين من خلال طرق الفحص المتقدمة التي يمكنها اكتشاف سرطان البروستاتا في أقرب وقت ممكن". وستقارن التجربة بين طرق الفحص المختلفة وعمليات التشخيص المستخدمة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في الوقت الحاضر، بما في ذلك اختبارات الدم والفحوصات البدنية والخزعات. ستشمل المرحلة الأولى حوالي 12500 رجل يتم إجراء اختبارات المستضد النوعي للبروستاتا لهم "PSA" إضافة إلى الاختبارات الجينية، ونسخة أسرع من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية للتجربة في غضون ثلاث سنوات. وفقًا لمؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، التي تمول المشروع، أظهرت التجارب السابقة التي استخدمت طريقة اختبارات الدم "PSA" والخزعات لفحص المرض أن الطريقة منعت ما بين 8 إلى 20 بالمائة من الوفيات، اعتمادًا على انتظام الفحص. ومع ذلك، قالت المؤسسة الخيرية إن "ترانسفورم" لديه القدرة على تقليل عدد الوفيات الناجمة عن سرطان البروستاتا بنسبة 40 في المائة. وقال الدكتور ماثيو هوبز، مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في بريطانيا: "سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعا دون وجود برنامج فحص، وحان الوقت لتغيير ذلك". وأضاف: "نحن نعلم أن التشخيص المبكر ينقذ الأرواح، لكن التجارب السابقة لم تكن قادرة على إثبات أنه يمكن إنقاذ عدد كافٍ من الرجال باستخدام اختبارات PSA وحدها، في حين أظهرت أن طرق الفحص القديمة هذه تسببت في ضرر كبير غير ضروري للرجال". هوبز تابع بالقول:"يجب علينا الآن أن نثبت أن هناك طرقًا أفضل للعثور على سرطان البروستاتا العدواني الذي من شأنه أن ينقذ المزيد من الأرواح مع التسبب في ضرر أقل." ستختبر المرحلة الثانية من التجربة، والتي تشمل ما يصل إلى 300 ألف رجل، الخيارات الواعدة من المرحلة الأولى من التجربة، وسيقوم الفريق بمتابعة المرضى لمدة عقد على الأقل بعد التجربة لتتبع مدى تأثير الفحص على حياتهم. ويهدف الباحثون من إمبريال كوليدج لندن، وجامعة كوليدج لندن، وجامعة كوين ماري في لندن، ومعهد أبحاث السرطان إلى جعل التجربة متاحة قدر الإمكان من خلال تجنيد المرضى من خلال العمليات الجراحية العامة في جميع أنحاء المملكة المتحدة اعتبارًا من العام المقبل. السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا وسيكون واحد من كل عشرة رجال مدعوين للانضمام إلى تجربة الفحص من ذوي البشرة السوداء، نظرًا لأن الرجال السود لديهم احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار الضعف مقارنة بالرجال من الأعراق الأخرى. كما سيكون المشاركون المؤهلون من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 75 عامًا، ويمكن للرجال السود المشاركة من سن 45 إلى 75 عامًا.
دولي

أمطار غزيرة بالسعودية والإمارات ترفع مستوى التأهب
أمرت السلطات السعوديّة الأربعاء بإغلاق المدارس في عدة مناطق في المملكة بعد أنّ غمرت مياه السيول عددًا كبيرًا من الطرق، في موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج الصحراوية، فيما أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الإمارات رفع مستوى التأهب وجاهزية المنظومة الوطنية للتعامل مع الحالة الجوية المتوقعة يومي الخميس والجمعة.وأظهرت لقطات مصورة لوكالة فرانس برس سيارات غمرتها المياه جزئيا، تحاول شق طريقها في برك مياه في منطقة القصيم (وسط المملكة) التي يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة، علمًا أنها إحدى المناطق التي تعرّضت لهطول أمطار غزيرة الثلاثاء. وأصدر المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر" لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية المطلّة على الخليج العربي والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب. وحذّر المركز الحكوميّ من "أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة، وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية" في هذه المناطق. وقررت إدارات التعليم في المنطقة الشرقية والرياض إلغاء الدراسة الحضورية الأربعاء وتحويلها لتكون عن بُعد. ونشرت إدارة تعليم المدينة المنورة على منصة إكس صورا لموظفي صيانة وهم يصلحون الكهرباء ووحدات المُكيّفات ويزيلون مياه متراكمة في مدارس، وفقا لفرانس برس. وصباح الأربعاء، تراكمت المياه في عدد من شوارع الرياض، التي يسكنها أكثر من 8.5 ملايين نسمة، دون أن يؤثر ذلك على حركة المرور، فيما تواصل هطول الأمطار في طقس غائم وبارد. من الشائع حدوث عواصف ممطرة وفيضانات في السعودية، خاصة في فصل الشتاء، وتواجه المدن الأكبر والأكثر كثافة سكانية مشكلة في تصريف مياه الأمطار في بعض الأحيان. وقال فريق خبراء من العلماء في دراسة نشرت الأسبوع الماضي إن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري هو "على الأرجح" وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت المنطقة. وفي دولة الإمارات، أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الدولة، اليوم الأربعاء، رفع مستوى التأهب وجاهزية المنظومة الوطنية للتعامل مع الحالة الجوية المتوقعة التي ستشهدها البلاد يومي الخميس والجمعة. واستعدادًا للتقلبات المرتقبة في حالة الطقس، أوصت وزارة الداخلية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ بتفعيل نظام الدراسة عن بعد ليومي الخميس والجمعة لجميع المؤسسات التعليمية، مع اتخاذ القرار من قبل السلطات المختصة على المستوى الاتحادي. كما تمت التوصية بتفعيل نظام العمل عن بعد لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ليومي الخميس والجمعة، باستثناء الوظائف الحيوية التي تتطلب الحضور الفعلي، أو تلك التي تشارك في أعمال الاستجابة والتعافي من المنخفض. وفيما يتعلق بالتدابير الوقائية، قررت وزارة الداخلية وبالتنسيق مع هيئة الطوارئ إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه والسدود خلال فترة الحالة الجوية. من جهة أخرى، كشفت وزارة الصحة الإماراتية عن وجود إصابات محدودة مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. وكان المركز الوطني للأرصاد في أبوظبي قد أعلن عن توقعات بسقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة على مناطق متفرقة في الإمارات، مصحوبة بالبرق والرعد أحيانًا، واحتمال سقوط حبات البرد بأحجام صغيرة، اعتبارًا من ليل الأربعاء الخميس. يُذكر أن الإمارات شهدت في 16 أبريل الماضي هطول أمطار غزيرة بكميات لم تشهدها منذ 75 عامًا، مما أدى إلى غمر طرقات ومنازل بالمياه وتعطيل الحركة.
دولي

منع تونس من استضافة بطولات قارية أو عالمية ورفع علمها في الألعاب الأولمبية
أكّدت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، الثلاثاء، عدم امتثال تونس للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات وأعلنت فرض عقوبات على البلاد.وأوضحت المنظمة أن تونس لن تستضيف بطولات إقليمية أو قارية أو عالمية، ولن يُسمح برفع العلم التونسي في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، حتى تعود البلاد إلى كنف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. ولن يكون الممثلون التونسيون مؤهلين أيضا للعمل في لجان أو مجالس إدارة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. وقالت الوكالة في بيان إن قرار عدم الامتثال "النهائي وبأثر فوري" ضد تونس، ناتج عن "عدم قدرتها على التطبيق الكامل لنسخة 2021 من المدونة العالمية لمكافحة المنشطات ضمن نظامها القانوني". وكانت تونس تملك مهلة أربعة أشهر اعتبارا من نونبر 2023 لاعتماد "عدد معين من التعديلات على النصوص التشريعية والتنظيمية" للامتثال لمدونة الإطار القانوني التونسي. وأوضحت الوكالة "لكن حتى أوائل أبريل، لم يتم حل مسائل عدم الامتثال بعد"، ولم تعترض المنظمة الوطنية التونسية لمكافحة المنشطات (اناد) على مزاعم الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بشأن عدم الامتثال. وأشارت الوكالة العالمية ومقرّها مونتريال، إلى أن ثلاث منظمات أخرى غير ملتزمة بالمدونة العالمية لمكافحة المنشطات، وهي اللجنة الأولمبية الوطنية الأنغولية، والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات، والاتحاد الدولي للياقة البدنية وكمال الأجسام. 
دولي

عمال العالم ينتفضون في عيدهم وسط توقعات بارتفاع معدلات البطالة والفقر
يخلد العالم يومه الاربعاء فاتح ماي اليوم العالمي للعمال، وسط توقعات بارتفاع معدلات البطالة والفقر وتدني الأجور في صفوف العمال مع ظهور طرق وأشكال جديدة للعمل، وهشاشة بعض المهن والقطاعات وتأثير التكنولوجيات الجديدة وخاصة الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل. وشارك عمال في عديد البلدان الصناعية والمتقدمة منها الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في مسيرات وإضرابات اليوم الأربعاء، وذلك للمطالبة بحقوق مالية ومعيشية؛ بالتزامن مع ارتفاع نسب التضخم والمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. وتنفرد هذا العام في فرنسا، كل نقابة بمسيرتها وبشعاراتها خلافا لما جرى في الأول من ماي الماضي، الذي شهد لأول مرة منذ 15 سنة، اتحاد النقابات في مسيرات موحدة ضد رفع سن التقاعد، "السي جي تي" وهي من النقابات الأبرز اختارت التظاهر "ضد جشع ارباب العمل والعنف الحكومي" فيما منافستها "السي اف دي تي" فضلت شعار "من اجل أوروبا أكثر طموحا" قبل اقل من ستة أسابيع من انتخابات أوروبية قد تقلب المشهد السياسي رأسا على عقب. وفي ألمانيا يعد الأول من مايو من كل عام مناسبة للتجمعات والمظاهرات والتي غالبًا ما خرجت عن السيطرة في الفترة الماضية. و تعتزم شرطة برلين مرافقة المظاهرات في العاصمة بآلاف من أفراد الشرطة وباستخدام قدر كبير من التجهيزات التقنية، ومن المتوقع أن يتم نشر أكثر من 5500 شرطي من شرطة برلين والعديد من الولايات الأخرى والشرطة الاتحادية، في جميع أنحاء المدينة اليوم الأربعاء، وتأتي هذه التعزيزات الأمنية في المقام الأول على خلفية الصراع في الشرق الأوسط. وفي بلجيكا، سيضرب موظفو مطار شارلروا لمدة 24 ساعة خلال الأسبوع الجاري، ما قد يتسبب بتعطيل كبير في حركة الطيران من ثاني أكبر مطار في البلاد وإليه. وأكدت نقابة العاملين في المطار لوكالة أنباء بلجيكا أن بعض الموظفين في المطار (جنوب البلاد) سيتوقفون عن العمل لمدة 24 ساعة في الثاني من مايو. وكانت النقابة قدمت بالفعل إشعارا بالإضراب لخدمات الأمتعة والمطاعم في وقت سابق من إبريل الماضي. وتتصاعد التوترات الاجتماعية بمطار شارلروا؛ إذ قدم الموظفون مرارا شكاوى بشأن مضايقات المديرين ومطالبات بحقوق عمالية. كذلك، شهدت كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان إضرابات متقطعة خلال العام الجاري، للمطالبة بزيادات أجور وتأمينات عمالية، امتدادا لموجة احتجاجات غير مسبوقة شهدتها تلك الدول في 2023. أما في تركيا فتشير المصادر باحتمال حدوث توتر وصدامات بين أنصار المعارضة والنقابات العمالية من جهة، والأمن والشرطة في عيد العمال العالمي في إسطنبول اليوم الأربعاء. وأشارت المصادر إلى إصرار المعارضة والنقابات على تنظيم الاحتفال بعيد العمال في ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول، بعد أن منعت سلطات المدينة الاحتفال هناك. وأغلق الأمن التركي وقوات مكافحة الشغب الشوارع والمداخل المؤدية إلى ميدان تقسيم بمحيط 2.5 كيلومتر، ومنع الوصول للميدان المذكور. ويخوض سائقو خدمات النقل والتوصيل في العديد من الولايات الأميركية، اليوم الأربعاء إضراباً وطنياً، للمطالبة بأجور عادلة وحماية إلغاء تنشيط التطبيقات. وجاء في تعهد الإضراب الذي وفقا لوكالة الأناضول على نسخة منه: "في جميع أنحاء البلاد ترتفع تكاليف المعيشة، ويرى السائقون أموالاً أقل وأقل من كل رحلة.. لقد سئمنا رؤية المديرين التنفيذيين في وادي السليكون يصبحون مليونيرات بفضل عملنا الشاق". ومن المقرر تنظيم مظاهرات وإضرابات في مدن الولايات الكبرى ومنها نيويورك وشيكاغو وأورلاندو وأتلانتا وهارتفورد وتامبا، والتي سيتم تنظيمها من قبل "العدالة لعمال التطبيقات" The Justice for App Workers، وهو تحالف يمثل أكثر من 130 ألف سائق. وفي آسيا، احتفل عمال ونشطاء وآخرون بعيد العمال في عواصم ومدن القارة مثل مانيلا وتايبيه ولاهور وداكا وغيرها بمسيرات طالبوا خلالها بظروف عمل أفضل ومزيد من الحقوق. ففي سول، عاصمة كوريا الجنوبية، هتف آلاف المتظاهرين ولوحوا بالأعلام ورددوا شعارات مؤيدة للعمال في مسيرة الأربعاء. وقال المنظمون إن تجمعهم يهدف في المقام الأول إلى تصعيد انتقاداتهم لما قالوا انها سياسات مناهضة للعمال تتبعها الحكومة المحافظة بقيادة الرئيس يون سوك يول. الجدير بالذكر أن هناك دولاً لا تعترف بهذه المناسبة على الإطلاق، وتختلف تواريخ الاحتفال بعيد العمال في العديد من الدول حول العالم. ويُعد عيد العمال فرصة للتذكير بأهمية دور العمال في المجتمع، ودعوةً لمواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة للجميع. (الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد، فرانس 24)
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 02 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة