الأحد 19 مايو 2024, 19:46

دولي

هكذا أنهى الملك خوان كارلوس حكمه في اللهو بقصور مراكش


كشـ24 نشر في: 16 يوليو 2017

"نهاية اللعبة" هو اسم كتاب الصحافية البارزة آنا روميرو الذي يعالج الأربع سنوات الأخيرة من حكم الملك خوان كارلوس قبل تنازله عن العرش، وتكشف فيه ضغط هيئات وشخصيات منها المخابرات ورئيس الحكومة الأسبق الاشتراكي فيلبي غونثالث على الملك للتنحي لفائده ابنه الأمير فيلبي السادس لتفادي سقوط المؤسسة الملكية. وتؤكد الدور البارز لامرأة تسمى كورينا في السقوط السياسي لملك تولى عرش اسبانيا لقرابة أربعة عقود لينتهي بصورة أقرب إلى المأساة.


والكتاب نزل منذ أسبوعين إلى المكتبات الإسبانية عن دار «إسفيرا دي لوس ليبروس « التابعة لجريدة «الموندو» ويلقى رواجا كبيرا بحكم تقديمه الكثير من المعطيات التي لم تكن معروفة للرأي العام الإسباني والدولي حول قضية تنحي خوان كارلوس علاوة على أنه لم تمر سنة بعد على عملية التنحي، فهي مازالت تشكل الخبر. وتوقع الكتاب آنا روميرو التي تولت تغطية شؤون القصر الملكي خلال السنوات الأخيرة وفق ما نقلته اسبوعية "الايام".


وكان الرأي السائد هو التنازل الطوعي للملك عن العرش على شاكلة بعض ملوك أوروبا مثل بلجيكا وهولندا خلال السنتين الماضيتين، لكن الكتاب يقدم رواية أخرى. وتؤكد الصحافية المؤلفة ان «الملك خوان كارلوس كان متشبثا بفكرة الموت في الفراش ملكا على شاكلة موت الملوك التقليديين» ولم تكن تراوده أبدا فكرة التنحي لفائدة ابنه الأمير فيلبي الذي سيصبح فيما بعد فيلبي السادس.


الكاتبة توجه انتقادات شديدة إلى الفاعلين السياسيين ومسؤولي القصر حول الإضطرابات التي تشهدها المؤسسة الملكية. في البدء، تنسب جزءا من الاضطراب إلى غياب قوانين داخلية منظمة لحياة الأمراء ترسم لهم خريطة الطريق مثل الواجبات والحقوق. هذا الغياب جعلهم بدون بوصلة سياسية واجتماعية حقيقية ويعانون الكثير من المشاكل أبرزها سقوط الأميرة كريستينا في جرائم إختلاس المال العام دون إدراكها في البدء، وهو ما يعرضها الآن للملاحقة، حيث تعتبر أول عضو من العائلة الملكية يقف أمام القضاء وهي مهددة بالسجن.


ويوجه الكتاب انتقادات للطبقة السياسية لعجزها عن إصدار قانون منظم للملكية ومصادق عليه في البرلمان، على شاكلة ما هو معمول به في باقي الدول الأوروبية الملكية مثل هولندا وبلجيكا والدنمارك. وقد يكون وراء هذا، تردد الطبقة السياسية في الضغط على الملكية واعتبارها شأنا داخليا بالقصر.


وتنقل انتقادات قوية تجاه الملكة صوفيا، زوجة خوان كارلوس التي حاولت التصرف كما لو كانت ملكة حاكمة في دولة مثل اسبانيا وكان همها الرئيسي هو وصول ابنها الأمير فيلبي إلى العرش.


وتعتبر الكاتبة أن الملك خوان كارلوس هو المسؤول الأكبر عما تعرضت له الملكية الاسبانية، وذلك بسبب حياته المزدوجة بين ملك ديمقراطي وملك يقوم بتصرفات لا تليق بوضع ومكانة الملك إلى مستوى جعل الملكية تفقد بريقها وهيبتها.


وتخصص حيزا كبيرا لشرح ما تعتبره سقوط الملك خوان كارلوس في اللهو خلال الأربع سنوات الأخيرة من حكمه، وإن كان هذا اللهو ليس بالجديد في حياته، إلا أنه هذه المرة سيصبح علنيا وتعالجه الصحافة الاسبانية بين الحين والآخر، بينما كانت الصحافة البريطانية مثل جريدة «تايمز» لا تتردد في الحديث بكل حرية عن ملك اسبانيا تماشيا مع تقاليد هذه الصحافة في التعاطي مع الملكية البريطانية.


ومن أهم استنتاجات الكتاب ما رصدته آنا روميرو من الحوارات التي أجرتها مع المقربين من الملك خوان كارلوس والذين تعاملوا معه إنطلاقا من مسؤولياتهم الحكومية والدبلوماسية وهو أنه اعتقد بدوره الكبير في بناء الديمقراطية بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، واعتقد أن الاسبان سيتسامحون مع الأخطاء التي يرتكبها وأفراد عائلته، وانغمس في حياة اللهو وشجعه أصدقاء له من رجال الأعمال، وبهذا غاب الواقع عن الملك خوان كارلوس وعرض المؤسسة للمساءلة من طرف الرأي العام».


وتضع الكاتبة تسلسلا زمنيا للفضائح التي ساهمت في وضع الملكية في موقف حرج للغاية. الحدث الأول يعود إلى سنة 2010، بداية التحقيق في الاختلاسات المفترضة التي قامت بها الأميرة كريستينا وزوجها إنياكي أوندنغرين باسم معهد للعمل الخيري تحول إلى أداة للإغتناء، حيث لم يحسن الملك التصرف في هذا الملف.


والحدث الثاني هو يوم 14 أإبريل 2012 عندما أصيب الملك خوان كارلوس بكسر في الحوض بينما كان يصطاد الفيلة في دولة بوتسوانا في القارة الافريقية، وتزامن الحدث مع وقت كان الملك يطالب فيه الشعب بالمقاومة والصبر لمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد خلال العقود الأخيرة.


وتتساءل الكاتبة والعارفون بالملكية: كيف سيقبل الرأي العام رحلة لهو من طرف الملك في الأسبوع نفسه الذي كانت ستتدخل المؤسسات الاقتصادية الدولية لتنقذ اسبانيا من الإفلاس التام كما جرى مع اليونان؟


ويجعل الكتاب من «كورينا وسيان وتجنستاين» وتحمل لقب أميرة لزواجها من نبيل ألماني سابقا هما شخصية محورية في سقوط الملك خوان كارلوس. فهذه السيدة المتفوقة في مجال المال والأعمال والتواصل أثرت على الملك بعدما غرم بها وأحبها حبا على شاكلة المراهقين وأصبحت ترافقه في مختلف الزيارات الرسمية ويتم التعامل معها وكأنها زوجته.


ويحكي الكتاب حضور كورينا اجتماعات مع زوجات ملوك وأمراء عرب في الخليج العربي والمغرب. وكانت مرافقة كورينا الملك إلى المغرب فضيحة انفجرت في اسبانيا، إذ ذهب معها لقضاء عطلة في قصر مراكش التابع للدولة المغربية.


وتعالح الكاتبة كيف أنه بعد هذه الحادثة، لم تعد الصحافة الاسبانية باستثناء صحيفتين ملكيتين هما «آ بي سي» و»لراثون» لا تترد في الكتابة عن فضائح الملك خوان كارلوس، وساهمت في تراجع صورته بشكل مرعب للغاية أمام الرأي العام. وعمليا، قدمت بعض وسائل الإعلام الملك وكأنه العدو رقم واحد للشعب الاسباني. هذا الوضع جعل الملك لأول مرة يشعر بخطورة الأمر، ويعترف في تصريحات استثنائية للصحافة وخاطب عبرها الشعب الاسباني يوم 18 أبريل 2012 «لقد أخطأت وأطلب المعذرة».


لم يكن الاعتذار كافيا، فالرأي العام لم يتقبل منه الاعتذار بسبب تخليه عن البلاد في وقت حساس، وقت كانت البلاد على حافة الإفلاس الاقتصادي. وتستحضر الكاتبة أن ما وقع لخوان كارلوس شبيه بالتصرف الذي صدر عن جده ألفونسو الثالث عشر سنة 1921. ففي الوقت الذي تعرضت فيه اسبانيا إلى أكبر هزيمة عسكرية في تاريخها خلال يوليو 1921 في شمال المغرب في مواجهة الريفيين بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، فضل الذهاب في عطلة مفتوحة إلى فرنسا.


وارتباطا بهذا، يرصد الكتاب المرحلة الدقيقة في علاقة المؤسسة الملكية بالشعب وتتجلى في ميل الاسبان للجمهورية، وكانوا يتعاطفون مع خوان كارلوس كسياسي لدوره في الإنتقال الديمقراطي وليس بصفته ملكا، أما الآن فقد خسر التعاطف وأصبح عبئا، وبالتالي تبقى فرضية التخلي عنه واردة للغاية.


ويكشف الكتاب جانبا بقي مسكوتا عنه لمدة طويلة في الصحافة الاسبانية وهو وساطة الملك خوان كارلوس في صفقات كبرى ومنها الأسلحة مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية، حيث كان يحتفظ بعمولات مالية ضخمة، وهي وساطة رفضها الكثيرون بسبب طابعها غير الأخلاقي، إذ لا يمكن لملك غربي يتربع على عرش دولة ديمقراطية أن يتعامل بهذه الطريقة مع أنظمة غير ديمقراطية.


عدد من مسؤولي البلاد الحاليين والسابقين، أدركوا أن الملك الذي ساهم في استقرار البلاد تحول الآن إلى العكس، لا يساهم في الاستقرار بل يهدده ويهدد مستقبل المؤسسة الملكية. ومن المظاهر السياسية لهذه الظاهرة إحراق صور الملك في التظاهرات، ومطالبة بعض الأحزاب اليسارية مثل اليسار الموحد ضرورة مناقشة البرلمان الاسباني.


وبعد التأكد من صحة هذه الأطروحة، تحول خوان كارلوس إلى خطر يهدد استقرار البلاد في ظل ارتفاع أصوات أنصار الجمهورية، وبدأت «آلة الدولة العميقة» تشتغل بسرعة لتفادي لحظة السقوط. وتقدم الكاتبة رأيين، الأول وهو الرواية الرسمية التي تفيد بتنحي الملك خوان كارلوس عن العرش يوم 2 يونيو 2014 بمحض إرادته، ورواية أخرى تؤكد أنه تعرض لضغوط بل وجرى ابتزازه إما بالتنحي عن العرش إنقاذا للملكية والاستقرار أو نشر أخبار قد تنهي حياته السياسية بشكل مخجل.


ويميل الكتاب إلى الرواية الثانية، ويركز على دور ثلاث شخصيات رئيسية هي: مدير المخابرات فيلكس رولدان، رئيس الحكومة الأسبق فيلبي غونثالث ثم المدير العام للقصر الملكي رافائيل سبوتورنو، مارست الضغط على الملك ليقبل بالتنحي عن العرش، في وقت كان مازال يتشبث فيه بالموت في الفراش ملكا. وفي آخر المطاف، قبل برؤية هؤلاء الثلاثة.


ويوم 2 يونيو 2014، أعلن الملك خوان كارلوس في خطاب موجه للشعب تنحيه عن العرش لصالح ولي العهد الذي سيصبح فيلبي السادس، وبهذا انتهت الحياة السياسة لملك ساهم في بناء الديمقراطية بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو لكنه سقط ضحية اللهو وغرائزه العاطفية.

"نهاية اللعبة" هو اسم كتاب الصحافية البارزة آنا روميرو الذي يعالج الأربع سنوات الأخيرة من حكم الملك خوان كارلوس قبل تنازله عن العرش، وتكشف فيه ضغط هيئات وشخصيات منها المخابرات ورئيس الحكومة الأسبق الاشتراكي فيلبي غونثالث على الملك للتنحي لفائده ابنه الأمير فيلبي السادس لتفادي سقوط المؤسسة الملكية. وتؤكد الدور البارز لامرأة تسمى كورينا في السقوط السياسي لملك تولى عرش اسبانيا لقرابة أربعة عقود لينتهي بصورة أقرب إلى المأساة.


والكتاب نزل منذ أسبوعين إلى المكتبات الإسبانية عن دار «إسفيرا دي لوس ليبروس « التابعة لجريدة «الموندو» ويلقى رواجا كبيرا بحكم تقديمه الكثير من المعطيات التي لم تكن معروفة للرأي العام الإسباني والدولي حول قضية تنحي خوان كارلوس علاوة على أنه لم تمر سنة بعد على عملية التنحي، فهي مازالت تشكل الخبر. وتوقع الكتاب آنا روميرو التي تولت تغطية شؤون القصر الملكي خلال السنوات الأخيرة وفق ما نقلته اسبوعية "الايام".


وكان الرأي السائد هو التنازل الطوعي للملك عن العرش على شاكلة بعض ملوك أوروبا مثل بلجيكا وهولندا خلال السنتين الماضيتين، لكن الكتاب يقدم رواية أخرى. وتؤكد الصحافية المؤلفة ان «الملك خوان كارلوس كان متشبثا بفكرة الموت في الفراش ملكا على شاكلة موت الملوك التقليديين» ولم تكن تراوده أبدا فكرة التنحي لفائدة ابنه الأمير فيلبي الذي سيصبح فيما بعد فيلبي السادس.


الكاتبة توجه انتقادات شديدة إلى الفاعلين السياسيين ومسؤولي القصر حول الإضطرابات التي تشهدها المؤسسة الملكية. في البدء، تنسب جزءا من الاضطراب إلى غياب قوانين داخلية منظمة لحياة الأمراء ترسم لهم خريطة الطريق مثل الواجبات والحقوق. هذا الغياب جعلهم بدون بوصلة سياسية واجتماعية حقيقية ويعانون الكثير من المشاكل أبرزها سقوط الأميرة كريستينا في جرائم إختلاس المال العام دون إدراكها في البدء، وهو ما يعرضها الآن للملاحقة، حيث تعتبر أول عضو من العائلة الملكية يقف أمام القضاء وهي مهددة بالسجن.


ويوجه الكتاب انتقادات للطبقة السياسية لعجزها عن إصدار قانون منظم للملكية ومصادق عليه في البرلمان، على شاكلة ما هو معمول به في باقي الدول الأوروبية الملكية مثل هولندا وبلجيكا والدنمارك. وقد يكون وراء هذا، تردد الطبقة السياسية في الضغط على الملكية واعتبارها شأنا داخليا بالقصر.


وتنقل انتقادات قوية تجاه الملكة صوفيا، زوجة خوان كارلوس التي حاولت التصرف كما لو كانت ملكة حاكمة في دولة مثل اسبانيا وكان همها الرئيسي هو وصول ابنها الأمير فيلبي إلى العرش.


وتعتبر الكاتبة أن الملك خوان كارلوس هو المسؤول الأكبر عما تعرضت له الملكية الاسبانية، وذلك بسبب حياته المزدوجة بين ملك ديمقراطي وملك يقوم بتصرفات لا تليق بوضع ومكانة الملك إلى مستوى جعل الملكية تفقد بريقها وهيبتها.


وتخصص حيزا كبيرا لشرح ما تعتبره سقوط الملك خوان كارلوس في اللهو خلال الأربع سنوات الأخيرة من حكمه، وإن كان هذا اللهو ليس بالجديد في حياته، إلا أنه هذه المرة سيصبح علنيا وتعالجه الصحافة الاسبانية بين الحين والآخر، بينما كانت الصحافة البريطانية مثل جريدة «تايمز» لا تتردد في الحديث بكل حرية عن ملك اسبانيا تماشيا مع تقاليد هذه الصحافة في التعاطي مع الملكية البريطانية.


ومن أهم استنتاجات الكتاب ما رصدته آنا روميرو من الحوارات التي أجرتها مع المقربين من الملك خوان كارلوس والذين تعاملوا معه إنطلاقا من مسؤولياتهم الحكومية والدبلوماسية وهو أنه اعتقد بدوره الكبير في بناء الديمقراطية بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، واعتقد أن الاسبان سيتسامحون مع الأخطاء التي يرتكبها وأفراد عائلته، وانغمس في حياة اللهو وشجعه أصدقاء له من رجال الأعمال، وبهذا غاب الواقع عن الملك خوان كارلوس وعرض المؤسسة للمساءلة من طرف الرأي العام».


وتضع الكاتبة تسلسلا زمنيا للفضائح التي ساهمت في وضع الملكية في موقف حرج للغاية. الحدث الأول يعود إلى سنة 2010، بداية التحقيق في الاختلاسات المفترضة التي قامت بها الأميرة كريستينا وزوجها إنياكي أوندنغرين باسم معهد للعمل الخيري تحول إلى أداة للإغتناء، حيث لم يحسن الملك التصرف في هذا الملف.


والحدث الثاني هو يوم 14 أإبريل 2012 عندما أصيب الملك خوان كارلوس بكسر في الحوض بينما كان يصطاد الفيلة في دولة بوتسوانا في القارة الافريقية، وتزامن الحدث مع وقت كان الملك يطالب فيه الشعب بالمقاومة والصبر لمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد خلال العقود الأخيرة.


وتتساءل الكاتبة والعارفون بالملكية: كيف سيقبل الرأي العام رحلة لهو من طرف الملك في الأسبوع نفسه الذي كانت ستتدخل المؤسسات الاقتصادية الدولية لتنقذ اسبانيا من الإفلاس التام كما جرى مع اليونان؟


ويجعل الكتاب من «كورينا وسيان وتجنستاين» وتحمل لقب أميرة لزواجها من نبيل ألماني سابقا هما شخصية محورية في سقوط الملك خوان كارلوس. فهذه السيدة المتفوقة في مجال المال والأعمال والتواصل أثرت على الملك بعدما غرم بها وأحبها حبا على شاكلة المراهقين وأصبحت ترافقه في مختلف الزيارات الرسمية ويتم التعامل معها وكأنها زوجته.


ويحكي الكتاب حضور كورينا اجتماعات مع زوجات ملوك وأمراء عرب في الخليج العربي والمغرب. وكانت مرافقة كورينا الملك إلى المغرب فضيحة انفجرت في اسبانيا، إذ ذهب معها لقضاء عطلة في قصر مراكش التابع للدولة المغربية.


وتعالح الكاتبة كيف أنه بعد هذه الحادثة، لم تعد الصحافة الاسبانية باستثناء صحيفتين ملكيتين هما «آ بي سي» و»لراثون» لا تترد في الكتابة عن فضائح الملك خوان كارلوس، وساهمت في تراجع صورته بشكل مرعب للغاية أمام الرأي العام. وعمليا، قدمت بعض وسائل الإعلام الملك وكأنه العدو رقم واحد للشعب الاسباني. هذا الوضع جعل الملك لأول مرة يشعر بخطورة الأمر، ويعترف في تصريحات استثنائية للصحافة وخاطب عبرها الشعب الاسباني يوم 18 أبريل 2012 «لقد أخطأت وأطلب المعذرة».


لم يكن الاعتذار كافيا، فالرأي العام لم يتقبل منه الاعتذار بسبب تخليه عن البلاد في وقت حساس، وقت كانت البلاد على حافة الإفلاس الاقتصادي. وتستحضر الكاتبة أن ما وقع لخوان كارلوس شبيه بالتصرف الذي صدر عن جده ألفونسو الثالث عشر سنة 1921. ففي الوقت الذي تعرضت فيه اسبانيا إلى أكبر هزيمة عسكرية في تاريخها خلال يوليو 1921 في شمال المغرب في مواجهة الريفيين بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، فضل الذهاب في عطلة مفتوحة إلى فرنسا.


وارتباطا بهذا، يرصد الكتاب المرحلة الدقيقة في علاقة المؤسسة الملكية بالشعب وتتجلى في ميل الاسبان للجمهورية، وكانوا يتعاطفون مع خوان كارلوس كسياسي لدوره في الإنتقال الديمقراطي وليس بصفته ملكا، أما الآن فقد خسر التعاطف وأصبح عبئا، وبالتالي تبقى فرضية التخلي عنه واردة للغاية.


ويكشف الكتاب جانبا بقي مسكوتا عنه لمدة طويلة في الصحافة الاسبانية وهو وساطة الملك خوان كارلوس في صفقات كبرى ومنها الأسلحة مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية، حيث كان يحتفظ بعمولات مالية ضخمة، وهي وساطة رفضها الكثيرون بسبب طابعها غير الأخلاقي، إذ لا يمكن لملك غربي يتربع على عرش دولة ديمقراطية أن يتعامل بهذه الطريقة مع أنظمة غير ديمقراطية.


عدد من مسؤولي البلاد الحاليين والسابقين، أدركوا أن الملك الذي ساهم في استقرار البلاد تحول الآن إلى العكس، لا يساهم في الاستقرار بل يهدده ويهدد مستقبل المؤسسة الملكية. ومن المظاهر السياسية لهذه الظاهرة إحراق صور الملك في التظاهرات، ومطالبة بعض الأحزاب اليسارية مثل اليسار الموحد ضرورة مناقشة البرلمان الاسباني.


وبعد التأكد من صحة هذه الأطروحة، تحول خوان كارلوس إلى خطر يهدد استقرار البلاد في ظل ارتفاع أصوات أنصار الجمهورية، وبدأت «آلة الدولة العميقة» تشتغل بسرعة لتفادي لحظة السقوط. وتقدم الكاتبة رأيين، الأول وهو الرواية الرسمية التي تفيد بتنحي الملك خوان كارلوس عن العرش يوم 2 يونيو 2014 بمحض إرادته، ورواية أخرى تؤكد أنه تعرض لضغوط بل وجرى ابتزازه إما بالتنحي عن العرش إنقاذا للملكية والاستقرار أو نشر أخبار قد تنهي حياته السياسية بشكل مخجل.


ويميل الكتاب إلى الرواية الثانية، ويركز على دور ثلاث شخصيات رئيسية هي: مدير المخابرات فيلكس رولدان، رئيس الحكومة الأسبق فيلبي غونثالث ثم المدير العام للقصر الملكي رافائيل سبوتورنو، مارست الضغط على الملك ليقبل بالتنحي عن العرش، في وقت كان مازال يتشبث فيه بالموت في الفراش ملكا. وفي آخر المطاف، قبل برؤية هؤلاء الثلاثة.


ويوم 2 يونيو 2014، أعلن الملك خوان كارلوس في خطاب موجه للشعب تنحيه عن العرش لصالح ولي العهد الذي سيصبح فيلبي السادس، وبهذا انتهت الحياة السياسة لملك ساهم في بناء الديمقراطية بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو لكنه سقط ضحية اللهو وغرائزه العاطفية.


ملصقات


اقرأ أيضاً
المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: لا توجد أي أنباء جديدة عن مروحية الرئيس
قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، مساء الأحد، إنه لا توجد أنباء جديدة عن مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي. وأفاد علي بهادري جهرمي: "نعيش ظروفا صعبة ومعقدة.. من حق الشعب ووسائل الإعلام معرفة آخر الأخبار والتقارير حول حادثة مروحية الرئيس الإيراني، لكن نظرا لظروف مكان الحادث وسوء الأحوال الجوية يمكننا القول إنه لا يوجد أي خبر جديد". وأضاف علي بهادري جهرمي: "في هذه اللحظات الصبر والدعاء والثقة في مجموعات الإغاثة هي طريقنا الوحيد". وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد أفادت مساء الأحد بأن مروحية الرئیس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له تعرضت لحادث "هبوط صعب" في محافظة آذربيجان الشرقية شمال غرب إيران. وذكرت أن المروحية التي تعرضت للحادث كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسین أميرعبد اللهيان، ومحافظ آذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز آیة الله آل هاشمي، وبعض المسؤولين الآخرين. وأضافت أن مروحية الرئيس الإيراني اضطرت للهبوط لرداءة الأحوال الجوية، مبينة أن "الظروف الجوية السيئة تعيق وصول فرق الإغاثة إلى مروحية رئيسي". وأشارت وسائل الإعلام إلى أن عملية البحث والإنقاذ ستستغرق وقتا بسبب عدم القدرة على عبور المنطقة وظروفها الجبلية والغابات فضلا عن الظروف الجوية السيئة وخاصة الضباب الكثيف. وصرح وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي بأنه تم إرسال فرق الإنقاذ إلى منطقة حادث مروحية الرئيس الإيراني لكن بسبب الظروف الجوية القاسية قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إليها. وأوضح الوزير أنهم تواصلوا مع مرافقي الرئيس لكن ظروف المنطقة معقدة وتعيق بعض الاتصالات.
دولي

بسبب إحاطة عاجلة عن رئيس إيران.. بايدن يقطع إجازته
قطع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إجازته وعاد للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وذكر البيت الأبيض أنه "تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مروحية الرئيس الإيراني". وذكر مسؤول بالبنتاغون لـ"سكاي نيوز عربية" أن "رؤساء أركان الجيش على تواصل مع القيادة الوسطى لمتابعة تطورات إيران". كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الوزارة تراقب عن كثب تقارير عن احتمال تعرض طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد الليهان لمصاعب في الهبوط.
دولي

سوء الأحوال الجوية يعقد عملية البحث عن طائرة الرئيس الإيراني المفقودة
أعلن المتحدث باسم منظمة الطوارئ في إيران أنه لم يكن من الممكن مواصلة العملية الجوية بسبب الضباب الكثيف، وقال في تصريح نقلته وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء "توجهت ثماني سيارات إسعاف للطوارئ من تبريز إلى موقع الحادث". وقال باباك يكتابرست، في تصريح له إنه بناءً على الأخبار المتعلقة بحادث مروحية الرئيس في أذربيجان الشرقية، توجهت مروحية طوارئ جوية إلى المنطقة ولكن للأسف، بسبب الضباب الكثيف، لم يكن من الممكن مواصلة العمليات الجوية. وأضاف: توجهت 8 سيارات إسعاف من تبريز إلى موقع الحادث. وتابع أنه بسبب المسافة بين موقع الحادث المحتمل والطريق، تتواجد في المنطقة ثلاث فرق من طوارئ تبريز مع معدات للبحث وتقديم الخدمات الطبية الطارئة.
دولي

مسؤول إيراني: حياة الرئيس ووزير الخارجية “في خطر”
كشف مسؤول إيراني لوكالة أنباء "رويترز"، إن حياة الرئيس رئيسي إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في خطر، عقب حادث طائرة هليكوبتر. وأضاف: "لا نزال يحدونا الأمل لكن المعلومات الواردة من موقع التحطم مقلقة للغاية". وكانت وسائل إعلام إيرانية قالت إن طائرة هليكوبتر تقل رئيسي وعبد اللهيان واجهت صعوبة في الهبوط، الأحد، أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية يحيط بها ضباب كثيف في طريق عودتها من زيارة لمحافظة أذربيجان غربي البلاد. وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن سوء الأحوال الجوية يعقد جهود الإنقاذ. وطلبت وكالة أنباء (فارس) شبه الرسمية من الإيرانيين الدعاء لرئيسي، بينما بث التلفزيون الرسمي صلوات من أجل سلامته. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن المروحية التي تعرضت للحادث كانت تقل رئيسي وأمير عبد اللهيان ومسؤولين محليين. وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي إن طائرة الهليكوبتر التي كانت ضمن موكب مؤلف من 3 طائرات، واجهت صعوبة في الهبوط، وإن السلطات تنتظر مزيدا من التفاصيل. وذكرت قناة العالم الإيرانية أن 40 فريقا للإنقاذ السريع وصلت إلى منطقة هبوط المروحية. وأفادت تقارير إعلامية بنجاح فريق البحث والإنقاذ في تم تحديد مكان حادثة مروحية رئيسي. وذكرت مصادر إعلامية أن المروحية تتواجد بالقرب من قرية أوزي في غابات أرسباران، بمقاطعة ورزقان، إحدى مقاطعات محافظة أذربيجان الشرقية في إيران.
دولي

الهلال الأحمر: لم يتم العثور على أي أثر لمروحية الرئيس رئيسي حتى الآن
أكد الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على أي أثر لمروحية الرئيس رئيسي حتى الآن. وبث التلفزيون الإيراني صورا لإيرانيين يدعون لسلامة الرئيس بعد حادث الطائرة. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية تعرض مروحية رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، والوفد المرافق له، لحادث “الهبوط الصعب” في محافظة آذربايجان الشرقية شمال غرب إيران. وأكد التلفزيون الإيراني عن مسؤول بأذربيجان الشرقية: “لم يـُعثر على المروحية التي تقل الرئيس ولا معلومات عن وضعه”.  
دولي

مروحية رئيس إيران تتعرض لحادث غامض
أفادت وكالة تسنيم الإيرانية نقلا عن تقارير إخبارية، الأحد، بأن طائرة مروحية كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي تعرضت لحادث. وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني هبوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني اضطراريا دون مزيد من التفاصيل. وكان رئيسي مسافرا إلى محافظة أذربيجان الشرقية في إيران. ووصف التلفزيون الرسمي منطقة الحادث بأنها قريبة من مدينة جلفا الواقعة على الحدود مع دولة أذربيجان، على بعد حوالي 600 كيلومتر (375 ميلاً) شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران. وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن إرسال سرب من الطائرات المسيرة وفرق الهلال الأحمر إلى موقع طائرة الرئيس الإيراني.
دولي

السعودية.. وزارة التعليم تتوعد الطلاب “المتحرشين والمبتزين” بعقوبات صارمة
توعدت وزارة التعليم بالسعودية بعدم التهاون مع الطلاب "المتحرشين والمبتزين" وذلك بإحالتهم للجهات الأمنية وحسم 15 درجة من درجات السلوك، مؤكدة حرصها على الحد من هذه الحالات السلوكية. وأكدت الوزارة على معالجة أوضاع الطلاب بتوعيتهم وتقديم الدورات التي تسهم في الحد من مثل هذه الممارسات السلوكية، وفقا لدليل قواعد السلوك والمواظبة لطلاب وطالبات التعليم العام في المملكة. وأوضح دليل قواعد السلوك والمواظبة لطلاب وطالبات التعليم العام، المشكلات السلوكية وطرق معالجتها وآلية التعامل معها، ومنها (الاستهزاء بشيء من شعائر الإسلام) أو (ممارسة طقوس دينية محرمة) أو (الإساءة للدولة أو رموزها) و(تعمد إتلاف أو تخريب شيء من تجهيزات المدرسة أو ممتلكاتها أو مرافقها). وكشفت الوزارة عددا من الممارسات التي تستوجب العقوبة ومنها "إتلاف حافلة المدرسة، والتحرش، وإشعال النار داخل المدرسة، وحيازة أو استخدام أو تهديد الطلاب والطالبات بالأسلحة النارية أو ما في حكمها مثل السكاكين والأدوات الحادة". ومن الممارسات التي تستوجب العقوبة أيضا: "حيازة أو تعاطي أو ترويج المخدرات أو المسكرات، وابتزاز الطلاب أو الطالبات بتصويرهم أو الرسم المسيء لهم ونشره على شبكة الإنترنت". وأوضحت الوزارة، الإجراءات التربوية العلاجية لتعديل السلوك، منها أن تقوم إدارة المدرسة بتدوين محضر لإثبات الواقعة، وتجتمع لجنة التوجيه الطلابي في المدرسة بعد وقوع القضية مباشرة لدراسة ملابساتها، ومن ثم ترفع إدارة المدرسة رسميا لإدارة التعليم محضر اجتماع لجنة التوجيه الطلابي في المدرسة بخصوص القضية، وتستدعى الجهات الأمنية المختصة إلى المدرسة إذا تطلب الأمر ذلك فور وقوع المشكلة بعد إبلاغ ولي الأمر بذلك، ويكلف مدير التعليم حال ورود خطاب المدرسة مباشرة (لجنة قضايا الطلاب - لجنة قضايا الطالبات) بمباشرة القضية في المدرسة وأخذ إفادة الطالب المخالف ومن له صلة بالقضية، ورصد ملابساتها، ويعد تقريرا بذلك. وتجتمع الجهات المذكورة في إدارة التعليم بعد زيارة المدرسة وتدرس حيثيات القضية، ويصدر مدير التعليم قرارا لمعالجة القضية تربويا يتضمن تحول القضية إلى الجهات الأمنية إذا لزم الأمر، ونقل الطالب إلى مدرسة أخرى بعد أخذ رأي ولي الأمر في المدرسة التي سينقل إليها الطالب.

 وكشفت الوزارة أنه في حال لم يوافق ولي الأمر على المدرسة يتم نقل الطالب إلى أقرب مدرسة من سكنه، والحسم من درجات سلوك الطالب المخالف 15 درجة.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 19 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة